الاغترار بنعم الله وعفوه
الاغترار بنعم الله
وعفوه
ربما
اتَّكل بعض المغترين على ما يرى من نعم
الله عليه في الدنيا وأنه لا يغير ما به ، ويظنُّ أن ذلك من محبةِ الله له ، وأنه
يعطيه في الآخرة أفضل من ذلك ، وهذا من الغرور ، روى الإمام أحمد عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
عَامِرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِى
الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ
». ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم
بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }الأنعام44.
وقال
بعض السلف : إذا رأيت الله يتابع عليك نعمه وأنت مقيمٌ على معاصيه فاحذره ؛ فإنَّما
هم استدراج منه يستدرجك به ، وقد قال تعالى : {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً
وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ
وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ، ، وَلِبُيُوتِهِمْ
أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }الزخرف33-35
. وقد ردَّ الله سبحانه على من يظُنُّ هذا الظنَّ بقوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ
إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ
، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ
}الفجر15- 16
. أيْ ليسَ مَنْ نَعَّمْتُهُ وَوَسَّعْتُ عليه رزقه أكون قد أكرمته ، ولا كل من
ابتليته وضَيَّقْتُ عليه رزقه أكون قد أهنته ، بل أَبْتَلِي هذا بالنعم ،
وأُكْرِمُ هذا بالابتلاء .
روى
الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ ، قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ كَمَا
قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِى الدُّنْيَا
مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ ، وَلاَ يُعْطِى الدِّينَ إِلاَّ لِمَنْ أَحَبَّ ،
فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ
، لاَ يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ ، وَلاَ يُؤْمِنُ حَتَّى
يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ». قَالُوا وَمَا بَوَائِقُهُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ قَالَ
« غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ ، وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاَ مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقَ مِنْهُ
فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ ، وَلاَ يَتَصَدَّقَ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ ، وَلاَ يَتْرُكَهُ
خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ ، إِنَّ
الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ ».
وقال
بعض السلف : رُبَّ مُسْتَدْرَجٍ بنعم الله عليه وهو لا يعلم ، وربَّ مغرورٍ
بِسِتْرِ الله عليه وهو لا يعلم ، ورُبَّ مفتونٍ بثناء النَّاس عليه وهو لا يعلم .
فلنكن
متيقظين متنبهين لستر الله وحلمه علينا ، فربنا جلَّ وعلى يعلم السِّر وأخفى ،
فالإنسان قد يُخفي عن الناس أشياء وأشياء تخُصُّه ، ولكنها موجودة في نفسه فإن
كانت حسنة اطمأنَّ وارتاح ، وإن كانت سيئة فستظل تؤنبه طوال حياته .. « اللَّهُمَّ
أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلاَمِ
وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ
مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَبَارِكْ لَنَا فِى أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا
وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا
».
Sands Casino, Inc. New Mexico | Review & Bonus - Treasure
ردحذفThe Sands Casino is septcasino open 1xbet login and accepting player deposits from $10 to $25 and has a variety of wooricasinos.info games for its players. This casino offers a diverse apr카지노 gaming https://shootercasino.com/merit-casino/