وقفات مع حديث السبعة2
وقفات مع حديث السبعة2
الحمد لله الذي أوضح منهاجَ الحقِّ للرَّاغب ، وكشف ظلمة
الباطل للطَّالب ، وفتح لعباده الباب فهي بلا
حاجب ، فما تقرّب إليه أحدٌ إلا ورجع بالمكاسب ، ولا ابتعد عنه أحدٌ إلا رجع بالمصائب
، استوى على عرشه كما قال ، لا كما يقول أولو المصائب ، وارتفع فوق سماواته فيا سعادة
الآيب ، وينزل كُلَّ ليلة إلى سماء الدنيا فيسأل : « هل من مستغفر ،
هل من تائب ؟ » وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ولا ضد ولا
ند ، ولا شبيه ولا مقارب ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله
، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليما كثيرا كلما أمطرت السحائب
. أما بعد فيا عباد الله ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله حقّ التقوى ، والعمل على كلّ ما
تكون به النجاة غدًا ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ
بِقَلْبٍ سَلِيمٍ .
معاشر المسلمين : تحدثنا في الجمعة الماضية ، عن حديث النَّبي صلى الله
عليه وسلم ، الذي رواه الإمام البخاري عن أبي
هريرة رضي الله عنه ، والذي قال فيه « سَبْعةٌ يُظلُّهم
اللهُ في ظلِّه ، يومَ لا ظِلَّ إلا ظلُّه ، إمامٌ عادلٌ ، وشابٌّ نشأ في عبادةِ اللهِ
عزَّ وجلَّ ، ورجلٌ قلبُه مُعلّقٌ بالمساجدِ ، ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ ، اجتمَعَا
عليه وتفرَّقَا عليه، ورجُلٌ دعتْهُ امرأةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ ، فقال إِنِّي
أَخَافُ اللهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بصدقةٍ فأخفاهَا ، حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفقُ
يمينُه ، ورجلٌ ذكرَ اللهَ خاليًا ، ففاضتْ عَيناه »
. وكنا قد تحدثنا عن اثنين منهم وهم الإمام
العادل ، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل .. واليوم نكمل بقية الحديث .
فأمَّا الصنف الثالث الذي
يُظلُّهُ اللهُ في ظلِّه: رَجُلٌ قلبُهُ مُعلّقٌ بالمساجدِ ، إذا خرج منها حتى يعود إليها ، والقلب ـ عباد الله ـ يتعلق بما عودته عليه،
فإنْ عودته على الطاعة بإخلاص اعتادها ولم يجد أنسه إلا فيها، وإن عودته المعصية وأدمنت
فِعْلَهَا تعلق بها، فالصَّالحون إنما يأنسون بذكر الله سبحانه، لهذا فإنهم متعلقون
بأماكن الطاعة، لا يجدون راحتهم إلا فيها، إذا غادروها فسرعان ما يشتاقون إليها، هؤلاء
ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.
فانظر يا عبد الله ، هل قلبك معلق بالمسجد ، أم معلق بغيره
من أماكن اللهو واللعب؟ و ما هي الأماكن ، التي تشتاق وتحِنُّ إلى الذَّهاب إليها؟
واعلم أن خير البقاع في الأرض المساجد ، فالتمس الأجر في المسجد، والتمس ظل الله يوم
القيامة بتعمير المسجد ، في سنن ابن ماجه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ
النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « كَفَّارَاتُ الْخَطَايَا: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ
عَلَى الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ
بَعْدَ الصَّلاَةِ ».
أما الصنف الرابع من هؤلاء السُّعداء: فَرَجُلانِ تحابَّا
في اللهِ ، اجتمَعَا عليه وتفرَّقَا عليه ؛ هذان رجلان لم تجمعهما مصالح الدنيا ومكاسِبِها،
ولم تجمعهما عصبية بغيضة ، أو تحزب ممقوت، إنما اجتمعا في طاعة الله وفيما يرضي الله
، هذا سبب اجتماعهما، لهذا فإن الله سبحانه وتعالى ، يجزيهما خير الجزاء على هذا الحب
فيه ، وَيُحِبُّهُمَا سبحانه ويثني عليهما، أخرج الإمام مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم « أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ
فِى قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا
أَتَى عَلَيْهِ ، قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ.
قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ لاَ ، غَيْرَ أَنِّى أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ ، بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ
كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ».. هكذا يجزي الله الصادقين المخلصين ، الذين يجعلون مقياسهم
في حب الناس وبغضهم ، خالصا لله سبحانه، إذا وَالَوْا ففي الله ، وإذا عَاَدْوا ففي
الله ، وهذا المقياس في الحب والبغض أوثق عرى الإيمان ، إذا ضيعه المسلم أصيب بخلل
في إيمانه ، روى الطَّبراني عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : « أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانُ : الْمُوَالَاةُ فِي اللهِ ،
وَالْمُعَادَاةُ فِي الله ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ » .
إخوة الإيمان : وأما الصنف الخامس ممن يُظلُّهم
اللهُ في ظلِّه ، فهو رجُلٌ
دعتْهُ امرأةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ ، فقال إِنِّي أَخَافُ اللهَ ، عزيمةٌ قويَّةٌ ، وَثِقَةٌ في مَوْعُودِ الله لا تتزعزع
أمام أشدِّ الفتن ، عَلِمَ هذا الرجل أن الله معه ، فاستحى أن يبارزه بالمعصية، وعلم
أن الآخرة خير من الأولى ، فاختار الحور العين على نساء الدُّنيا. هذا رجل اجتمعت فيه
خصالٌ ذكرها الله في كتابه، في قصة نبيه يُوسُفَ عليه السلام ، فقد قال عليه السلام
حين دعته امرأة العزيز إلى الفاحشة: { مَعَاذَ اللّهِ ، إِنَّهُ رَبِّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ
، إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُون} يوسف:23 ، إنها امرأة عزيز
مصر، وليست من رعاع الناس، وهي ذاتُ جمال، ولها صولة وقدرة ، ولكن صولة الله في قلوب
الصالحين أقوى ، وعذابُه أشد، لهذا فهم أبعدُ النَّاس عن معاصيه ، وَأَصْبَرُ الناس
على الفتن مهما اشتدت .. كذلك هذا الرجل ، فالمرأة التي دعته ، ذات منصب وذات جمال
، فالأمر مُغرٍ من الناحيتين ، فهي ليست من الفقراء أو من عامة الناس ، بل هي من علية
القوم ، الذين يحب كل الناس التقرب إليهم ، وهي ليست قبيحة ، تَرْغَبُ عنها النفوس
، بل هي جميلة ، كما أنها هي الْمُبَادِرَةُ بالدعوة إلى الفاحشة، ومع هذا قال هذا
الرجل بلسان المؤمن ، الذي لا يقيسُ الذنوبَ بميزان البشر، ميزان الشهوة العاجلة، بل
يقيسها بميزان الله سبحانه ، ويعلم أنَّها شهوةٌ تزول ، وتبقى غصتها ما دامت الدنيا،
وَيَصْلَى عذابها يوم القيامة ، قال قولته التِّي سَدَّتْ على هذه المرأة كل منفذ وَأَيَّسَتْهَا
منه: إِنِّيَ أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
والصنف السادس الذي
يُظلُّه اللهُ في ظلِّه: رَجُلٌ تَصَدَّقَ بصدقةٍ فأخفاهَا ، حتى
لا تعلمَ شمالُه ما تنفقُ يمينُه ؛ الصدقة ـ عباد الله : أمر عظيم وشعيرةٌ مهمة، يَجْزِي اللهُ سبحانه عنها خير
الجزاء ، لأنَّها تتعلق بعباد الله سبحانه، لأنها تَفُكُّ عُسْرة المعسر، وتُطعم الجائع
، وتَكْسُو العاري، وكلَّ مسلمٍ تعودت يدُه الصدقة ، فهو في خير وعلى خير؛ لأنه يشكر
الله على نِعَمِهِ بالعطاء ، فهذه النِّعمةُ التي أنعم الله عليه بها ، اعترف هو بفضل
الله عليه فيها، فأخذ منها وأعطى الفقير والمحتاج والمعسر، فهو على خيرٍ دائما. وبالمقابل
فَكُلُّ مسلمٍ تعودت يدُهُ الإمساكُ والتقتير ، فهو على خطر كبير؛ لأن المال عارية
مستردة ، الله يُعْطِيه والله يَسْلُبه، والدنيا بما فيها لله ، وسيرثُها في يوم من
الأيام وهو خيرُ الوارثين ، فلماذا نبخلُ بها ونستأثر بها ، ولا نعطي منها الفقير والمحتاج
؟! إنَّ ملائكة الرحمن ، تدعو لصاحب الصدقة يوميًا، وتدعو على مانع الصدقة يوميًا،
روى البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله
عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ
فِيهِ ، إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ
مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا » . فاتقوا
الله عباد الله ، وحققوا هذه الأعمال الصالحة العظيمة ، التي فيها السعادة الدنيا
، والفوز والنجاة يوم القيامة ، نسأل الله التوفيق والسداد والإعانة .. أقول قولي هذا،
وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم ، ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ، ولا عُدوان إلا
على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله ، الرحمة المهداة والنعمة
المسداة، والسراج المنير. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه والتَّابعين
، ومن تبعهم بإحسانٍ إلي يوم الدين . أما بعد فيا عباد الله ، وأمَّا الصنف السابع
من هؤلاء السعداء ، ممن يُظلُّهم اللهُ في ظلِّه: رَجُلٌ ذكرَ اللهَ خاليًا
، ففاضتْ عَيناه : هذا رجل يستحضر هيبة الله ويستحضر مخافته ، يخشى الله في السِّرِ والعلن، هذا
رجل ممن قال الله فيهم: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ ، وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ، وَعَلَى
رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون} الأنفال:2 ، فهذا الذي
ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، إنَّما نزلت هذه الدمعة الطاهرة لله لا لغيره ، لأن هذا
الرجل كان خاليا لوحده ما معه أحد، فهي دمعة مُخْلِصَةٌ مُخْلَصَةٌ ، ليس وراءها رياءٌ
ولا سمعة ؛ وهكذا هم الصَّالحون الأوابون .. في سنن الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي
الله عنهما قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « عَيْنَانِ
لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ ، عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ
تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ». فمتى ـ عباد الله ـ تصفو منا النفوس؟! ومتى تَرِقُّ
منا الأفئدة وتخشع القلوب؟! متى نتوجه إلى الله بإخلاص، ونقف بين يديه خائفين منكسرين
، نادمين على ما بدر منا، طالبين عفوه ورحمته؟! بِدُمُوعٍ فيها خَشْيَةٍ لله ، مبعثها
الخوف والصدق والإخلاص ، لتكون منجاةً للعبد من عذاب الله ، وحجابٌ له من ناره ، في
سنن النسائي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ « لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، حَتَّى
يَعُودَ اللَّبَنُ فِى الضَّرْعِ ، وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ
نَارِ جَهَنَّمَ ».
إخوة الإيمان : هذه هي أعمال من سيظلهم الله بظله ، في يومٍ لا ظلَّ إلا
ظله، وهؤلاء هم الذين يأمنون في ذلك اليوم والناس خائفون ، لقد قاموا في الدنيا بأعمال
إيمانية ، راقبوا الله فيها، أعمالٌ مبعثها الإخلاص ومحبةِ ما عند الله ، وإيثارُ الآجلةِ
على العاجلة . نسأل الله سبحانه وتعالى
، أن يجعلنا من هؤلاءِ السبعةِ ، وأن يقوي الإيمان في قلوبنا، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ...
عباد الله : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56. اللّهمّ صلِّ وسلِّم وزد وبارِك على سيدنا محمّد ، وارض اللهم عن آله الطيبين
الطاهرين ، وعَن سائر الصحب من الأنصار والمهاجرين ، وانفعنا اللهم بمحبتهم واحشرنا
في زمرتهم بفضلك يا أرحم الراحمين . اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين ، ودمّر أعداءك
أعداء الدين ، واجعل بلدنا ليبيا سخاءً رخاءً أمنا وأمانا وسائر بلاد المسلمين ، اللهم
اكتب السلامة لبلدنا ولشعبها يا رب العالمين ، اللهم أرخص أسعارنا, وغزر أمطارنا ,
وارزقنا وأنت خير الرازقين ، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا موفقا مرحوما واجعل تفرقنا
من بعده تفرقا سالما معصوما ، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما ، رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ، ربنا ظلمنا أنفسنا
وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ،، اللهم اغفر لمن أسسوا هذا المسجد المبارك
، ولمن أنفق وينفق عليه ، ولمن صلى وعمل فيه يا أرحم الراحمين . اللهم
توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين ، واغفرِ اللَّهُمَّ لنا ولوالدينا ولمعلمينا
ولمشايخنا ولأصحاب الحقوق علينا ، ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
، الأحياء منهم والأموات ، إنك ياربنا سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات ..
ليست هناك تعليقات