جديد المدونة

طرقٌ عملية في بر الوالدين


طرقٌ عملية في بر الوالدين
إِنَّ الْحَمْدَ لِلّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وبارك عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنِ اهْتَدَىِ بهَدْيِهِ إلى يَوْمِ الدِّينِ. أَمًّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ ؛ فَقَدْ فَازَ مَنْ أَطَاعَهُ وَاتَّقَاهُ، وَخَابَ مَنْ كَفَرَ بِهِ وَعَصَاهُ، وَطُوبَى لِمَنْ بَرَّ أُمَّهُ وَأَبَاهُ ،  {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً }نوح28 .
عباد الله : إن برَّ الوالدين فرض واجب بإجماع الأمة، بل الدِّيَانات كلها، يكفي أن الله تعالى قرنه بتوحيده فقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [النساء: 36]. من أجل ذلك -يا عباد الله- كان للسلفِ الصالحِ مقامات في البر، وصفحات في الإحسان ، فقد كان أبو هريرة –رضي الله عنه- كلَّما أراد أن يدخل أو يخرج من دار أمه وقف على بابها وقال: "السلام عليك -يا أُمَّتَاه- ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك -يا بُنَيَّ- ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما رَبَيْتِنِي صغيرًا، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيرًا".. وَعند الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: « نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟! فَقَالُوا: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-: كَذَلِكَ الْبِرُّ، كَذَلِكَ الْبِرُّ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ ». وهذا علي بن الحسين ، زَيْنُ العابدين -رضي الله عنهم- كان من سادات التابعين، قيل له: إنك من أَبَرِّ الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها".
والسؤال المهم في هذه الخطبةِ إخوة الإيمان : كيف نَبَرُ والدَينا أحياءً وأمواتًا؟! فهذه بعضا من الطرق العملية في بر الوالدين:
أولاً: السَّمْعُ والطاعة: فإذا أمرك والداك في غير معصية ، فَطَاعَتُهُمَا واجبة، ولو منعاكِ من الجهاد في سبيل الله ، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة. فيا أخي المسلم: أطع والديك دائمًا، وقدم أمرهما، واطلب رضاهما قبل كل شيء، لا تسافر إذا لم يأذنا لك، لا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما، ومع هذا نقول: إن لوالديك عليك حقًّا، ولزوجتك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حقٍ حقه.
ثانيًا: التوقير والاحترام؛ قال تعالى: { فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [الإسراء: 23]، قال الهيثمي: "أي اللين اللطيف المشتمل على العطف والاستمالة، وموافقة مرادهما وميلهما ومطلوبِهما ما أمكن ، لا سيما عند الكبر... ثم أمر الله تعالى بعد القول الكريم ، بأن يخفض لهما جناح الذل ، بأن لا يُكَلَّمَا إلا مع الاستكانة والذل والخضوع، وإظهارِ ذلك لهما، واحتمالِ ما يصدر منهما، ويريهما أنه في غاية التقصير، في حقهما وبرهما، ولا يزال على نحو ذلك حتى ينثلجَ خاطرُهما، وَيَبْرُدَ قلبُهما عليه، فينعطفا عليه بالرضا والدعاء". قال ابن عباس في قوله تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [الإسراء: 23]: "يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب، فلا يُغْلِظُ لهما في الجواب، ولا يُحِدُّ النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما، بل يكون بين يديهما مثلَ العبد بين يدي السيد تذللاً لهما . فيا عبد الله ، خاطب والديك بأدب، حتى وإن أَخْطَـآ، لا تجادلهما أو تعاندهما، أو ترفع صوتك عليهما، بل حاول أن تبين لهما الصَّواب بأدب وحكمة . ومن التوقير تقبيل رأسهما ويديهما، وحسن الاستماع لهما، وهذا مما قد نفتقده ولا نعرف تأثيره، ذكر أحد الفضلاء ، أن امرأة مسيحية أرسلت ابنها ليدخل لمسجد في مدينة أوربية ، وعندما دخل قال لإمام المسجد ، أرسلتني أمِّي لأتعلم بمعهدكم ، قال الإمام لكن أين أمك لآخذ منها بعض البيانات ، أجاب الطفل إنها في الشارع ولا يمكنها الدخول  لأنها ليست مسلمة!!  أسرع إمام المسجد بالخروج إليها مستفسراً ؟؟!! قالت الأم : إن لي جارة مسلمة ... عندما تصحب أطفالها للمدرسة يقبّلون يدها ؛ إن السعادة لا تفارق هذه الأسرة ، يا إمام إنني لم أرى مسلماً في هذا البلد يضع أبويه في دار المسنين ، خذوا ابنى وعلموه عسى أن يفعل بي ما تفعلوه بآبائكم ..
ثالثًا: الدعاء لهما: اجعل الدعاء لهما ملازمًا لك، تذكرهما في سجودك، في وترك، في أدعيتك كلِّها ، ادع لهما بالرحمة، بالمغفرة، بالعافية، بالهداية والصلاح، بطول العمر على الطاعة، بحسن الخاتمة، بدخول الجنة والنجاة من النار، بأن يَجْزِيَهُمَا اللهُ عنك خير الجزاء . أدع لوالديك، واحرص على دعائهما لك، واحذر من دعائهما عليك، فإن دعوة الوالد لولده أو على ولده مستجابة، كما ثَبُتَ عند أحمد وأهل السنن عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:  « ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده » وفي لفظ: "ودعوة الوالدين على ولدهما"، وفي لفظ آخر : "ودعوة الوالد لولده".
رابعًا: الصدقة عنهما: في حياتهما وبعد موتهما، بالتبرع لهما استقلالاً، أو إشراكهما في أجر الصدقات، وبناء المساجد،  والأوقاف الخيرية العامة ولو بالقليل . قال أحد الأفاضل: تبرعت لمشروع كبير يحوي مسجد جمعة ، ومدرسةٍ لتعليم القرآن، ومغسلة للأموات، وأشركت والديّ معي في الأجر، فكنت أفرح كثيرًا إذا صليت في ذلك الجامع أو مررت بجواره ، لعلمي أَنِّي ووالديّ قد اشتركنا في بنائه. وقد يناسب أن تخبرهما بأنك قد تصدقت عنهما إذا علمت أن هذا يدخل السرور عليهما، ويكون سببًا لدعائهما لك. وهنا وصيةٌ لمن مات والداه، أو كانا بعيدين عنه بسبب الغربة، ونفسه تتوق للبر بهما: كن مستقيمًا صالحًا ليستمر أجر والديك بدعائك: « أو ولدٍ صالح يدعو له » . احفظ القرآن لِيُلْبِسَ اللهُ والديك التاج ويرفع درجاتهما، كن خلوقًا ، لترفع ذكر والديك وتكسب دعاء الناس لهما، أحسن إلى أصدقاء وأحباب والديك بعد موتهما، فهذا من تمام البر.
خامسًا: الإنفاق عليهما وخدمتهما وقضاء حوائجهما: لا تستصغر خدمة والديك، كن لماحًا وحاول أن تعرف ما يحتاجان، أو اسْأَلْهُمَا عنه، فإذا طلبوا شيئًا، قل: حاضر وباشر بتنفيذه . تفقد أحوالهما بعد نومهما،، خصوصًا إن كانا من المرضى أو كبار السن. فعندما يريد أن يجلس والدك ، فبادر إلى الكرسي أو المتكأ فقربه له . وفي المناسبات العامة: كن قريبًا من والدك، صَدِّرْهُ في المجلس، قدم له القهوة والشاي، عَرِّفْهُ على زملائك مفتخرًا به، ولا تقدم في المجلس أحدًا عليه، مهما كان قدره ومقامه، فلا مقام يوازي مقام الوالد . وهنا قاعدةٌ جميلة في التعامل مع الوالدين، وَتَصْلُحُ أيضًا مع الزوجة أَوِ الْأَصْدِقَاء، القاعدة تقول: "افعل شيئًا يحبه الوالدان، دون طلبٍ منهما"، فإذا كان والدك يحب نوعًا من الطعام أو الشراب، أو أمك تحب لونًا من الملابس ؛ وربما يرى البعض أن هذه أشياء تافهة، لكنها في الواقع لها أثر بالغ وعجيب.
يقول أحد الفضلاء: أنا أعلم أن الوالدة تصوم الاثنين والخميس، فإذا جاء آخر النهار، ذَهَبْتُ إلى محل الحلويات ، واشتريت منه نوعًا من الحلوى تحبه، وَأْدُخُل به عليها وهي تنتظر الفِطْر، فَأَكْسَبُ دعاءها لي في تلك اللحظات المباركة.
سادسًا: الترويح عنهما وإدخال السرور عليهما: يمكنك أخذهما في رحلة إلى مكان جميل، إلى جولة داخل المدينة، زيارةِ بعض الأقارب،  المهم أن تُدْخِلَ عليهما السرور، وَتُشْعِرْهُمَا بحبك لهما، ولا تستكثر على والديك هذه الساعة، وأنت لا تمل من الركوب والجلوس يوميًا مع أصدقائك.
سابعًا: مدحهما والثناء عليهما: امدح والديك في حضورهما، افتخر بهما، تشرف بالانتساب إليهما، إن نجحت في دراستك فقل: هذا النجاح بفضل الله ثم بتربية الوالد والوالدة، إن وُفِّقْتَ في عمل أو زواج، أو ترقيت في وظيفة أو رزقت بمال فقل: هذا بتوفيق الله ثم دعاء الوالد والوالدة، إذا رأيتهما فقل: الحمد لله أن رزقني والدين مثلكما، ولا تستحيي ولا تتحرج من إدخال السرور عليهما بمثل هذه الكلمات اللطيفة.
ثامنًا: مشاورتهما وتقديم رأيهما: شاورهما وخذ برأيهما، واعلم أن فيه الخير والبركة، شاورهما في كل شيء ، في الدراسة ، في اختيار الزوجة، والسكن، وأسماء الأولاد، ونوع السيارة، واختيار الوظيفة، وسترى التوفيق بإذن الله تعالى .. جعلنا الله جميعا من أهل البر والإحسان، واغفر لنا ولوالدينا وإخواننا في الإيمان، يا رحيم يا رحمن، يا كريم يا منان، أقول قولي هذا وأستغفر الله  
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين أصطفى أما بعد فاتقوا الله عباد الله وأدوا حقه كما أمر ، واعلموا أن الله كما أمر بالبر وأداء الحقوق ، فقد نهى عن القطيعة والعقوق ، وجعل ذلك من كبائر الذنوب ، وكم هو مؤسف حال بعض الشباب والفتيات مع آبائهم وأمهاتهم ، مِنْ تَسَاهُلٍ في برهم ، فلا تقدير ولا احترام ولا سمع ولا طاعة ، ولا بر ولا أدب ، بل غلظة وفظاظة ، ونهر وعقوق ، ومنهم من بلغ خسة ووقاحة ، ونذالة وصفاقة ، أن يأمره أبوه أو أمه ، فَيَهُزُّ كتفيه ، ويدير ظهره وكأن الأمر لا يعنيه ، بل قد يعبس وجهه ويقطب جبينه ويرفع صوته ويسيء أدبه ضد أمه وأبيه ، أما علم ذلك العاق أن عمله هذا قد يكون سببا لشقائه في دنياه وأخراه ، فهل عرفت أيها المسلم قدر الوالدين ؟! أما آن لك أن تبرهما ، وتلزمها فإنهما بابان من أبواب الجنة ؟! فلسان حال الوالدين في الكبر يقول: يا بني: عندما ترتعشُ يَدَايْ، أو يسقط طعامي على صدري، أو لا أقوى على لبس ثيابي، فلا تضجر مني، فقد كُنْتُ في سنواتِ طُفُولَتِكَ ، أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم . يا بني: لا تمل من ضَعْفِ ذاكرتي وَبُطْءِ كلماتي، إذَ كَرَرْتُ عليك الكلمات ، أو أعدت الذِّكريات، فكم كررتُ من أجلك الكلماتِ والحكايات؛ لأنها كانت تفرحك .. يا بني: إن لم أعد أنيقًا جميل الرائحة فلا تَلُمْنِي، وقد كُنْتُ في صِغَرِكَ أَحْرِمُ نَفْسِي ، لأجعلك أنيقًا جميل الرائحة. يا بني: كنتُ معك حين وُلِدْتُّ، فكن معي حين أموت، ارحم ضعفي وخذ بيدي، فغدا تبحث عمن يأخذ بيدك . ألست عما قريبٍ ستتزوج، وربما الآن متزوج؟! ألا تخاف أن تعاقب في دنياك بعقوق البنين ، وفي أخراك بالبعد والسخط من رب العالمين؟! ضع نصب عينيك حديث حبيبنا عليه الصلاة والسلام الذي رواه الطبراني « رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين». يذكر أحد الآباء رحمه الله ، أنه حج مع والده أيام القوافل على الإبل ، وعندما تجاوزت القافلة بعض المناطق ، رغب الأب -أكرمكم الله- أن يقضي حاجته، فأنزله الابن من البعير ومضى الأب إلى حاجته، ثم التفت الابن، ووجد أن القافلة ابتعدت عن الوالد، فعاد جاريًا على قدميه ، ليحمل والده على كتفه، ثم انطلق يجري به، وبينما هو كذلك، يقول: أحسست برطوبة تنزل على وجهي، فتبين لي أنها دموع والدي، فقلت له: والله إنك أخف عَلَى كتفي من الريشة! قال الأب: ليس لهذا بكيت، ولكني أبكي لأني في هذا الطريق ، حملت والدي قبل سنين. فيا عباد الله : بِرِّوُا آباءكم تَبَرُّكُمْ أبناؤُكم، وكونوا من أهل البر والإحسان، فإن الدنيا أسلاف، وكما تدين تدان .. وختامًا، أدعوكم ونفسي، أن لا نخرج اليوم إلا وقد عاهدنا الله ، أنه من كان بينه وبين والديه هجراً أو خلاف ، فليصلح ما انكسر، ومن كان مقصرًا في بر والديه ، فليتب ويستغفر، ومن كان بارًّا بوالديه فليثبت ويستكثر. اللهم إنا نسألك أن تعيننا جميعاً على بر والدينا، اللهم إنا قد قصرنا في ذلك ، وأخطأنا في حقهما، اللهم فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسرفنا وما أعلنا، واملأ قلبيهما بمحبتنا، وألسنتهما بالدعاء لنا، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وأعنا يامولانا على تربية أولادنا على الوجه الذي يرضيك عنا ، وبارك في أزواجنا وذوي أرحامنا وجميع المسلمين ، اللهم احفظ بلادنا وبلدان المسلمين من كل مكروه، وأكرمنا يامولانا بالعافية والأمن والأمان اللهم أصلح وأعن ووفق من وليتهم أمور بلادنا إلى مافيه صلاح البلاد وسعادة العباد ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والكافرين ، وانصر المظلومين في الشام وفلسطين ، اللهم ارحم الموتى واشف المرضى وعاف المبتلى واهد السفيه والضال وارحم الشهداء ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

ليست هناك تعليقات

نعتز بديننا وبتراثنا وأصالتنا

المتابعون