الصاحب الصالح
اختيار الصَّديق الصَّالح
الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِهِ فَأَصْبَحُوا بِنِعْمَتِهِ
إِخْوانًا، ونَزَعَ الْغِلَّ مِنْ صُدُورِهِمْ فَظَلُّوا في الدُّنْيا أَصْدِقاءَ وَفِي
الْآخِرَةِ رُفَقاءَ وخِلاَّنًا ، وَأَشْهَدُ أن لَّا إِلَـهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ
لا شريكَ لهُ ، وَأَشْهَدُ أنَّ سيَّدَنا ونَبِيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصِحْبِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيماً كَثِيراً . أَمَّا بَعْدُ فَأُوصِي نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِتَقْوَى اللهِ
الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ، الْقَائِلِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ: ﴿ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ﴾([1]).
إِخْوَةَ الْإِسْلَامِ: يُخْبِرُنا اللهُ تبارَكَ وتَعالى في هذِهِ
الآيَةِ الكريمة ، أنَّ الَّذِينَ كانوا في هَذِهِ الدُّنْيا أخِلاءَ أحِبَّاءَ ، يَنْقَلِبونَ
في الآخرَةِ أَعْداءً بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إلا المتَّقينَ ، فَإِنّهُمْ تَبْقى مَوَدَّتُهُمْ
بَيْنَهُمْ في الآخِرَةِ. ﴿ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ
الْمُتَّقِينَ ﴾([2]).
وَالْمُتَّقونَ إِخوَةَ الإيمانِ: هُمُ
الذينَ يقومونَ بِحُقوقِ اللهِ وحُقوقِ العِبادِ، هُمُ الذينَ أَدَّوا مَا افْتَرَضَ
اللهُ عليهِمْ واجْتَنَبُوا ما حَرَّمَ عليهِمْ ، وعامَلُوا العِبادَ مُعامَلَةً صَحيحَةً
مُوافِقَةً لِشَرْعِ اللهِ تعالى .
وَإِنَّا لنتساءل : كَمْ مِنَ الناسِ اليومَ
يَحْرِصُونَ على اختيار الصَّديقَ الصَّالِحَ ؟ وكَمْ مِنَ الناسِ اليومَ يختارونَ
الجَليسَ الصَّالِحَ ؟ وكمْ مِنَ الآباءِ اليومَ يخْتارونَ لأولادِهِمُ الرَّفيقَ الصَّالِحَ
؟ قليلٌ وقليلٌ جِدًا هم من يفعلون ذلك ، وَمِنْ أسبابِ عدم التَّوفيق ، البُعْدُ عن
مَجَالِسِ عِلْمِ الدّينِ ، فالمتّقونَ مِنْ شَأْنِهِمْ أَنّهُمْ يتعاونونَ على ما
يُرضي اللهَ تعالى، وَيَجْتَمِعونَ على طاعتِهِ ؛ فالصَّديقُ الصَّالِحُ هوَ الذي يُرْشِدُكَ إلى
طاعَةِ اللهِ ، جَمَعَهُمْ حُبُّ اللهِ ، وأَحَبَّ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ أَخَاهُ لِوَجْهِ
اللهِ ، فَتَبَادَلُوا الحُبَّ في اللهِ ؛ وأَعْلَمَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ أَخاهُ
أَنَّهُ يُحِبُّهُ في اللهِ ، عَمَلاً بِقَوْلِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ « إِذا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخاهُ فَلْيُعْلِمْهُ
إِيَّاهُ »([3]). ثُمَّ إِنْ حَصَلَتْ مِنْ أَحَدِهِمْ
مَعْصِيَةٌ ، يَنْهاهُ أَخُوهُ ويَزْجُرُهُ ، فَفِي ذَلِكَ إِعانَةٌ لأَخِيهِ الـمُؤْمِنِ
عَلى الخَيْر. فَالْمُتَّقُونَ يَجْتَمِعونَ على طاعَةِ اللهِ ، ويَفْتَرِقونَ على
طاعَةِ اللهِ، لا يَغُشُّ بَعْضُهُمْ بعْضًا ، ولا يَخُونُ بَعْضُهُمْ بعْضًا، ولا
يَدُلُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إلى ضلالٍ أو فِسْقٍ أو فُجورٍ أو ظُلْم، اجْتَمَعوا على
محبَّةِ بَعْضِهِمْ في اللهِ ، ثمَ إِنْ حَصَلَ مِنْ أَحَدٍ مَعصيَةٌ يَنْهاهُ أخوهُ
ويَزْجُرُهُ ، لأنَّهُ يُحِبُّ لَهُ الخَيْرَ، وهذا هوَ الصّديقُ الصَّدُوق ، فقدْ
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنُ
أَخُو الْمُؤْمِنِ .»([4]).
فالمؤْمِنُ مِرآةُ أخيهِ المؤْمِنِ ، يَنْصَحُهُ حتّى يُصْلِحَ حَالَهُ. أو
ليْسَتْ المرآةُ ، تَكْشِفُ ما يكونُ في وجهِ
الإنسانِ ممّا لا يُعْجِبُ لِيُزالَ، ونبيُّنَا صلى الله عليه وسلم شَبَّهَ المؤْمِنَ
بالمرآةِ ، لِيَدُلَّ أَخاهُ لإزالَةِ ما فيهِ مِنَ الأمْرِ القبيحِ ، فينصحه
بقوله لَهُ: اتْرُكْ هذا الفِعْلَ ؛ ولا يَتْرُكُهُ عَلَى مَا هُوَ عليهِ بلْ يُبَيّنُ
لَهُ .
أَنْتَ فِي النَّاسِ تُقَـاسُ -- بِالَّذِي
اخْتَـرْتَ خَلِيـلاً
فَاصْحَبِ الْأَخْيْارَ تَعْلُو -- وَتَنَلْ
ذِكْــراً جَمِيــلاً
فاخْتَرْ أخي المسلِمَ لكَ ولأولادِكَ ،
الصديقَ الصالحَ الذي تَجَمَّلَ بالصِّفَاتِ الحميدةِ، وَبِالْمحبَّةِ والتَّناصُحِ،
يُحِبُّكَ للهِ ويَنْصَحُكَ للهِ، يُعِينُكَ على البِرِّ والخَيْرِ، الذي يَرْضاهُ
اللهُ عزَّ وجلَّ ، فَقَدْ قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الحديثِ القُدسِيّ:
« وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِىَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِىَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ
فِىَّ .»([5]). وقالَ صلواتُ ربّي وسلامُهُ عليهِ: « المتَحابّونَ
في اللهِ يكونونَ يومَ القيامةِ في ظلّ العرشِ يومَ لا ظلَّ إلاّ ظِلُّهُ ، يَغْبِطُهُمْ
بِمَكانِهِمُ النَّبِيُّونَ والشُّهداءُ »([6]). أيِ الأنبياءُ والشهداءُ يُسَرُّونَ لِرُؤْيَتِهِمْ
في ظلّ العَرْشِ. لأنَّ طاعةَ اللهِ تَجْمَعُهُمْ مِنْ غَيْرِ أرحامٍ بينهُمْ ولا أَنْسابٍ
، ولا عَلاقَةٍ مَالِيَّةٍ، هؤلاءِ هُمُ المتحابُّونَ في اللهِ ، الذينَ يَتَعاوَنونَ
على البِرّ والتَّقوى ، ولا يَتَعاوَنونَ على الإثمِ والعُدْوانِ. قال الإمام الشَّافعيُّ
رحمه الله :
أُحِبُّ مِنَ الْإِخْوَانِ كُلَّ مُوَاتِي
وَكُلَّ غَضِيضِ الطَّرْفِ عَنْ
عَثَرَاتِي
يُوَافِـــقُنِي فِي كُلِّ أَمْــرٍ أُرِيـدُهُ
وَيَحْفَظــُــنِي حَــيًّا وَبَعْــَـد وَفَاتِي
فَمَنْ لِي بِهَذَا؟ لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ
فَقَاسَمْتُهُ مَا لِي مِنْ الْحَسَــنَاتِ
تَصَـفَحْتُ إِخْـوَانِي وَكَانَ أَقَلُّهُمْ
عَلَى كَثْـرَةِ الْإِخْـَوانِ أَهْلُ ثِقَاتِي
إخوة الإيمان : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما
قالَ: قِيلَ يا رَسُولَ اللهِ أَيُّ جُلَسائِنا خَيْرٌ؟ قالَ « مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللهِ رُؤْيَتُهُ،
وزادَكُمْ في عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وذَكَّرَكُمْ بِالآخِرَةِ عَمَلُهُ »([7]). فَمِنْ مِثْلِ هَؤُلاءِ اخْتَرْ صاحِبَكَ
، وذَلِكَ لأَنَّ أَكْثَرَ ما يُعِينُكَ عَلى الطاعاتِ مُخالَطَةُ الْمُطِيعِينَ ،
وأَكْثَرُ ما يُدْخِلُكَ في الذَّنْبِ مُخالَطَةُ الْمُذْنِبِينَ ، كَما قالَ عَلَيْهِ
الصَّلاةُ والسَّلامُ « الْمَرْءُ عَلى دِينِ خَلِيلِه، فَلْيَنْظُرْ
أَحَدُكُمْ مَنْ يُخالِلُ »([8]). والنَّفْسُ مِنْ شَأْنِها الْمُحاكاةُ
والتَّشَبُّهُ بِصِفاتِ مَنْ قَارَنَها ، فَصُحْبَةُ الْغَافِلِينَ سَبَبٌ لِحُصُولِ
الغَفْلَةِ ، قالَ الإِمامُ مالِكٌ رحمه الله : لا تَصْحَبْ فاجِرًا لِئَلاَّ تَتَعَلَّمَ
مِنْ فُجُورِهِ ؛ وقَدْ قالَ ابْنُ رُشْدٍ لا يَنْبَغِي أَنْ يُصْحَبَ إِلاَّ مَنْ
يُقْتَدَى بِهِ في دِينِهِ وخَيْرِهِ ؛ لأَنَّ قَرِينَ السُّوءِ يُرْدِي . فَإِيّاكَ
أَنْ تُصاحِبَ مَنْ لا تَثِقُ بِهِ وبِأَمانَتِهِ وتَعْرِفُ صَلاحَهُ وتَقْواهُ ، فَإِنَّ
الْمَرْءَ يَكُونُ في الآخِرَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
وَصَاحِبْ تَقِيًّا عَالِمًا؛ تَنْتَفِعْ
بِهِ
فَصُحْبَةُ أَهْلِ الْخَيْرِ تُرْجَى
وَتُطْلَبُ
وَإِيَّاكَ وَالْفُسَّادَ لَا تَصْحَبَنَّهُمْ
فَصُحْبَتُهُمْ تُعْدِي وَذَاكَ
مُجَرَّبُ
وَاحْذَرْ مُؤَاخَاةَ الدَّنِيءِ؛ فَإِنَّهُ
يُعْدِي كَمَا يُعْدِي الصَّحِيحَ
الْأَجْرَبُ
وَاخْتَرْ صَدِيقَكَ وَاصْطَفِيهِ تَفَاخُرًا
إِنَّ الْقَرِينَ إِلَى الْمُقَارِنِ
يُنْسَبُ
أخي المسلمَ : إذا رَأيتَ صديقَكَ جاهِلاً بِعِلْمِ الدينِ
، لم يَتَعَلَّمْ ما افتَرَضَ اللهُ وما حَرَّمَ على عِبادِهِ ، فليسَ مِن حَقّ الصُّحْبَةِ
أَنْ تَسْكُتَ مِنْ غيرِ أنْ تُرْشِدَهُ ، لأنَّ الطَّريقَ إلى اللهِ مسدودٌ إلا على
المقْتَفينَ آثارَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، ويَتْبَعونَ شَريعَتَهُ ، ويسْلُكونَ
نَهْجَهُ القَويمَ ؛ وإذا زُرْتَ صديقَكَ أخي المسلمَ أَخْلِصْ
في نِيَّتِكَ، وإذا ما بَذَلْتَ صَدَقَةً لِقَريبٍ أو يَتيمٍ أو محتاج، فَلْيَكُنْ
ذلِكَ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ، ولْيَكُنْ لَكَ في كلّ مُجْتَمَعٍ تَحْضُرُهُ ، تحقيقُ
مَصْلَحَةٍ شرعيةٍ ، تَكُنْ عندَ اللهِ مِنَ الفائِزينَ ، يقول الله تعالى ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ
إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن
يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾([9]). نسأل الله تعالى أن يَجْعَلْنا مِنَ المتَحابّينَ
فيه، ومِنَ الذينَ يَجْتَمِعونَ على طاعَتِه، وأنْ يُثَبّتْنا على الإيمانِ ويُسَدِّدَ
خُطانا نَحْوَ الخَيْرِ، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه . أقول قولي هذا وأسْتَغْفِرُ
الله لي ولَكُم ، ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبةُ الثانيةُ
الحمد لله ربِّ العالمين ، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهد أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمَّداً عبده ورسوله ، صلى
الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . أَمَّا بَعدُ ، فيا أَخِي الْمُسْلِمَ:
احرص عَلى مصاحبة وَمُخالَطَةِ الْمُؤْمِنِ التَّقِيِّ ، فَإِنَّ فِيهِ حِفْظَ دِينِكَ
، وهُوَ أَوْلى لَكَ مِنْ مُخالَطَةِ غَيْرِ التَّقِيِّ ، كَما قالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ
والسَّلامُ « لا تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا ، وَلاَ
يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ »([10]). وأنتم أيها الآباء : احرصوا علَى أَنْ
يختارَ أبناؤُكُمُ الصَّديقَ الصَّالحَ الناصِحَ، فإنَّ الصَّديقَ مَنْ صَدَقَكَ، تَخَيَّرُوا
صاحبَ المقاصدِ النبيلةِ ، والغاياتِ السليمةِ، والصديقُ هُوَ الَّذِي يَصْدُقُكَ فِي
الْمَوَدَّة، ويبتغِي لكَ الخيرَ فِي كُلِّ أحوالِكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم« خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ »([11]). نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاختيار
الصاحب الصالح النَّاصح ، الذي يكون عوناً لنا على عمل الخير في ديننا ودنيانا . عباد الله
صلُّوا على رسول الله ، صلُّوا وسلِّموا على من
أمِرْنَا من ربنا بالصلاة والسلام عليه بقوله سبحانه وتعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيماً ﴾([12]). اللهمَّ صَلِّ
وسلِّم وزد وبارك وأكرم وأنعم عَلَى سَيِّدِنَا ونَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وارض اللهم عن
آلهِ وصحْبِهِ وَسَلِّمْ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الإِخْوَةِ الْمُتَحابِّينَ
فِيكَ ، ومِنَ الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ عَلَى طاعَتِكَ ، وثَبِّتْنا عَلَى الإِيمانِ
، وسَدِّدْ خُطانا نَحْوَ الخَيْرِ يا رحيمُ يا رحْمَان ، اللهم يا بديع السَّموات والارض ، يا ذا
الجلال والاكرام ، نسألك اللهمَّ يا رحمن بجلالك
ونور وجهك ، أن تَحْفَظَنَا وتحفظ بلادَنَا من شر الأشرار ، ومن كيد الفجار، ومن شرِّ
طوارق الليل والنهار ، اللهم إنا نستودعك ليبيا وأهلها ، أَمْنَهَا وَأَمَانَهَا ،
لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا ، أَرْضَهَا وَسَمَاءَهَا ، مَرَافِقَهَا وَمُنْشَآتِهَا ،
فاحفظها يا ربنا واحقن دماءَ أهلها ، اللهم احقن الدِّماء في بلادنا ، اللهم وفقنا
لما فيه الخير لنا ، والأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان لبلادنا ، اللهم مَنْ أراد
لبلادنا الخير فأعنه ووفقه وسدده ، ومن أراد لها الشر والتفرق والتمزق فاجعل كيده في
نحره ، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين ، اللهم اجمع على الحق كلمتنا ، ووحد
على الخير صفوفنا ، وانصرنا على من عادنا ، اللَّهُمَّ اغفِرْ للمسلمينَ والمسلماتِ
، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ،إنَّك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات
، واشْمَلِ اللَّهُمَّ بعفوِكَ وغفرانِكَ ورحمتِكَ آباءَنَا وأمهاتِنَا، وجميعَ أرحامِنَا
، ومَنْ كانَ لهُ فضلٌ علينَا ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ
لِمَنْ بَنَوا هَذَا الْمَسْجِدَ ولمن أنفق وينفق عليه ، ولمن عمل فيه صالحا وإحسانا يا رب العالمين .
ليست هناك تعليقات