جديد المدونة

أمنيات السعداء


الموضوع :أمنيات السعداء

   الحمد لله الذي جعل سعادةَ القُـلُوبِ في الإقبال إليه، وجعل راحة الأرواح في السُّجُود بين يديه، أحمده سبحانه وأشكره  لا عِزَّ إلا بطاعته , ولا سعادة إلا بتقواه , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ، لا ربَّ لنا سواه , وأشهدُ أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمداً عبدهُ ورسولهُ ومصطفاه , وخليله ومُجتباه , صلى الله وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم أنْ نلقاه . أمَّا بعد: فأوصي  نفسِي وإياكم بِتقوى الله عزَّ وجلّ ، فلا سعادةَ إلاَّ بتَقواه ، ولا فَوز ولا نجاةَ إلاّ باتِّبَاعِ هداه . قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }[[1]].

معاشر المسلمين : الْمُتَأمّلُ لِأحوالِ الناسِ في هذه الدُّنيا، يرَى أنّ لهمْ معَ أنفُسهِم أُمنياتٍ وتطلعاتٍ وطموحاتٍ ، تختلفُ باخْتلافِ أحوالِ أهلِها ، وهذه الأمنياتُ ليس لها حدٌّ ولا عَدٌّ ، كما قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم « لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ ، لاَبْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ »[[2]]. فالمريضُ يتمنّى الصَّحةَ ، والفقيرُ يتمنّى الغنى ، والعقيمُ يتمنّى الولد ، وهكذا .. بِأُمْنِياتٍ تختلفُ باختلافِ غاياتِها ومقاصِدِها ؛ فإمّا غايةٌ أُخْرويّةٌ نزيهةٌ طيّبةٌ يُـؤْجَرُ عليها، وإمّا غايةٌ دُنْيويَّةٌ دُونِيَّةٌ خبيثةٌ يُــؤْزرُ بِها ، كَما في حديثِ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ، عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا ، فَهُوَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا ، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ ؛ وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً ، فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ ، يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِى مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ ، فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا ، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، لاَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا ، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْمًا ، فَهُوَ يَقُولُ ، لَوْ أَنَّ لِى مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ »[[3]].

إخوة الإيمان : وعنْدَما نُـمْعِنُ النّظرَ فِي مَشْهدِ الآخرةِ ، نجدُ أنَّ الأمانِـيَّ تختلفُ باخْتلافِ أصحابِها ، فأهلُ الشَّقاءِ حينما يرونَ العذابَ ، يتمنَّوْنَ النَّجاةَ منْهُ ؛ كَما قالَ اللهُ تَعالى {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ، فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا، وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }[[4]]. وَحِينَما يَدْخُلونَ النّارَ ويَذُوقُونَ حرّها وزمْهريرَها يَقُولونَ { يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا }[[5]]. وفي المقابلِ ، ترى أمْنِياتِ أهلِ السّعادةِ وَتَلْحظُ العجبَ فِيها ، وقد تحقّقَ بعضُها ، ومنْ ذلكَ مَاجَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : « إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ، رَجُلٌ صَرَفَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الْجَنَّةِ , وَمُثِّلَ لَهُ شَجَرَةٌ ذَاتَ ظِلٍّ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ! , قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا , فَقَالَ اللَّهُ : هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ , فَقَالَ : لَا وَعِزَّتِكَ , فَقَدَّمَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا , وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً أُخْرَى ذَاتَ ظِلٍّ وَثَمَرَةٍ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ! قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ ، لِأَكُونَ فِي ظِلِّهَا وَآكُلَ مِنْ ثَمَرَتِهَا , فَقَالَ اللَّهُ : هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ , فَقَالَ : لَا وَعِزَّتِكَ , فَقَدَّمَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا , فَتُمَثَّلُ لَهُ شَجَرَةٌ أُخْرَى ، ذَاتُ ظِلٍّ وَثَمَرٍ وَمَاءٍ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ! , قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا ، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا , فَيَقُولُ : هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ , فَيَقُولُ : لَا وَعِزَّتِكَ , لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ , فَيُقَدِّمُهُ اللَّهُ إِلَيْهَا قَالَ : فَيَبْرُزُ لَهُ بَابُ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ! قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَأَكُونُ تَحْتَ نِجَافِ الْجَنَّةِ وَأَنْظُرُ إِلَى أَهْلِهَا ، فَيُقَدِّمُهُ اللَّهُ إِلَيْهَا ، فَيَرَى أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ! أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ , فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ , فَإِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ قَالَ : هَذَا لِي وَهَذَا لِي , فَيَقُولُ اللَّهُ , تَمَنَّ , فَيَتَمَنَّى , ويُذَكِّرُهُ اللَّهُ : سَلْ مِنْ كَذَا وَكَذَا , حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ ، قَالَ اللَّهُ : هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ , قَالَ : ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، فَتَقُولَانِ لَهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اخْتَارَكَ لَنَا وَاخْتَارَنَا لَكَ , فَيَقُولُ : مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ »[[6]].

عباد الله : لَقَدْ كانَ لِرَسُولِنا وَقُدْوَتِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصحابَتِهِ الْكِرامِ أُمْنِيَاتٌ عِدَّةٌ ، فَقَدْ تَمَنَّى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَوْ أَنَّ لَهُ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، فَلَا يَأْتِي عَلَيْهِ ثَلَاثُ لَيَالٍ إِلَّا وَقَدْ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ . وَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ أَكْثَرَ النَّاسِ تَبَعًا يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَتَمَنَّى رُؤْيَةَ إِخْوَانِهِ ؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « وَدِدْتُ أَنِّى لَقِيتُ إِخْوَانِي ». قَالَ فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ قَالَ « أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِى وَلَمْ يَرَوْنِى »[[7]].

أَمَّا صَحَابَتُهُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، فَقَدْ كَانَتْ لَهُمْ أُمْنِيَاتٌ وَأَيُّ أُمْنِيَاتٍ! هَذَا رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، كان ربيعة من فقراء الصحابة وكان من أهل الصُّفَّة، وكان ملازمًا لخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، يبيت عند باب بيته لأداء خدمته، فيأتيه بما يطلب من ماءٍ للوضوء وغير ذلك، وبقيَّ على هذه الحالة حتى انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم يومًا أن يكرمه بما يُفْرحه ويخفف عنه فقره ، فقال لربيعة: « سَلْ » أي: اطلب ما تحتاجه وتتمناه نفسك، ولعل أول ما يتمناه الفقير المعدم أن يرزق مالًا يتمتع به أو بيتًا يسكنه، وهو مطلب لا عيب فيه بالنسبة لفقير محتاج، لكنَّ ربيعةَ رضي الله عنه ، كانت همته أعلى من ذلك كله ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم ، أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ ، فقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم « أَوَ غَيْرَ ذَلِك؟ » قال ربيعة: هُوَ ذَاكَ، فقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»[[8]]. تلك -عباد الله- النفوس الزاكية، والهمم العالية، التي تؤثر الآخرة على العاجلة.

يَعٍيشُ بالأملِ الإِنسانُ فهو إِذا

                         أضَاعَه زالَ عنه السَّعْيُ والعملُ

 لم يَعْبُدِ الناسُ كلُّ الناسِ في زمنٍ

                           سِوى إِلهٍ له شأنٌ هو الأملُ[[9]]

أسأل الله جل وعلا أن يرزقنا إيمانا صادقا يباشر قلوبنا ، وعملا صالحا خالصًا ، ونعيما وحلالًا طيبا ، ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  في أعلى الجنة . أقولُ قَوْلِي هَذا، واسْتغفرِ اللهُ لِي وَلَكُم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإنّه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم .

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ على إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ له على توفيقه وامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ ألاّ إله إلا الله تعظيماً لِشَانهِ ، وأشهدُ أن نبيّنا محمداً عبدُه ورسولُهُ الدّاعي إلى رِضْوانِهِ ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحابِهِ وإِخْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً .. أمّا بَعْدُ فيا عِبادَ اللهِ : وَهذا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، الّذِي كَانَ كَثِيرَ التَّمَنِّي؛ حَتَّى إِنَّهُ لَيُسْمِعَ أَصْحَابَهُ بَعْضَ أُمْنِيَاتِهِ، وَاجْتَمَعَ بِأَصْحَابِهِ يَوْمًا فَقَالَ لَهُمْ: تَمَنَّوْا؟ فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ ذَهَبًا، أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ عُمَرُ: تَمَنَّوْا؟ فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ لُؤْلُؤًا وَجَوْهَرًا ، أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَلَكِنِّي أَتَمَنَّى رِجَالًا مِلْءَ هَذِهِ الدَّارِ، مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلٍ ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ، أَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَةِ اللهِ ، وَتَمَنَّى رضي الله عنه ، أَنْ يَنْجُوَ مِنَ الْحِسابِ كَفَافًا، لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ، وَتَمَنَّى حِينَ أَدْرَكَهُ أَجَلُهُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبِهِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ . فلنَتَّقِ اللهَ عِبَادَ اللهِ ولْنَحْمَدِ اللهَ ولْنَشْكُرْهُ على أنْ أبقانَا ، وقدْ أخذَ غيرَنَا وَهُمُ الآنَ يَتَمَنّوْنَ عملاً صالِحاً وَاحِداً ، مِنْ صَلاةٍ وصِيامٍ وصَدَقةٍ وغيْرِها، كَما قالَ تَعالى{ وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ }[[10]] ، فَالْبِدارَ الْبِدار ، والْعَمَلَ الْعَمل قَبْلَ انْقِضَاءِ الأجَل ، نسأل الله الهداية والتوفيق والسداد والإعانة، إنَّه جواد كريم . عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[[11]] . اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار. ما تعاقب الليل والنهار، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين ، واجعلنا في بلدنا ليبيا آمنين مطمئنين ، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين ، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ ، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَنَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنا خَيْرًا ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ، ولمن بنى هذا المسجد ،ولمن أنفق وينفق عليه ولمن عمل فيه صالحاً وإحساناً يا رب العالمين ..



[1] - النحل97 .
[2] - رواه مسلم .
[3] - رواه الترمذي. .
[4] - الأنعام27 .
[5] - الأحزاب66 .
[6] - رواه مسلم .
[7] - مُسْنَدِ الإمامِ أحْمَدَ .
[8] - رَواهُ مُسْلِم .
[9] - جميل صدقي الزهاوي .
[10] - المنافقون10 .
[11] - الأحزاب56 .

ليست هناك تعليقات

نعتز بديننا وبتراثنا وأصالتنا

المتابعون