جديد المدونة

كلمة في افتتاح مسجد


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدٍ صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وسلم تسليماً كثيراً .. أما بعد،،   

فيا أيها الإخوة الحضور الكرام : أحييكم بتحية الإسلام ، تحية أهل الجنة الكرام ، تحيتهم يوم يلقونه سلام ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،  

أيها الأحباب : يا من كان لكم الفضل في إنشاء هذا المسجد المبارك ، ، جئنا إليكم وقلوبنا تملؤها الفرحة ، ونفوسنا يغمرها السرور والبهجة والسعادة ، لكي نشارككم فرحتكم في هذا اليوم المبارك ، وفي هذه المناسبة الكريمة ، مناسبة افتتاح بيت من بيوت الله تعالى ، لِيُذْكَرَ فِيهِ اسْمه ، ويرتفعَ فِيهِ صَوْتُ الإسلام عاليا ، بإقامة شعائر الدين..

أحييكم ، وأقول لكم ، بُشراكم ، فقد وفقكم الله وأعانكم وأيدكم ، حتى حققتم هذا العملَ الصَّالحَ البَّاقِي ، ودخلتم إن شاء الله ، في زمرة الذين منحهم الله الخصوصية ، في قوله تعالى  { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ ، فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة18 . وفي قولهِ جلّ شأنه  {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ، يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ، رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ، يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور36-37 . كما شملتكم إن شاء الله ، بشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يَقُولُ :« مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ » البيهقي.

أيها الأحباب : في هذه المناسبة نوصي أنفسنا جميعا بتقوى الله ، التي لا يقبل غيرها ولا يرحم إلا أهلها ، فإن خير ما يوصى به التّمسّك بتقوى الله ، والصدق مع نفوسنا ومع الله و مع النّاس ، وحُسن الظن والتواضع ، والشجاعة في الحق لله ولرسوله ولعامة المسلمين .. ولنتذكر قول الله تعالى :{ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } العصر .

أيها الأحباب : كذلك أوصي نفسي وإياكم ، بقول الحق ولو على أنفسنا أو الوالدين والأقربين - فالحق أحق أن يتبع ، ولا تزال هذه الأمة بخير ما دام فيها من يقول الحق ، فبالحق تستقيم الأمور ، لأن الحق فيض من نور الله ، يجلو غياهب الظلمات ويبين الطريق للسالكين .. وأوصيكم ونفسي بالتعاون والتآخي و التحابب ، والتثبت في الأمور بعين الحق والبصيرة ، وبالصبر فيما يصيبنا من أقدار الله ، والمداومة على أداء الفرائض في وقتها ، ومع الجماعة في المساجد ، والأوراد والأذكار ، وإحياء الليالي ، فربنا جل في علاه يوصينا بذلك فيقول  {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ ، فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ، فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ ، إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }النساء103 .. كذلك نوصي أنْفُسَنَا بتفقد بعضنا البعض ، والتنافس على الطاعات وفعل الخيرات.. وليكن مسجدكم هذا أيها الأحباب : مكانا عامرا بالعبادة وقراءة القرءان والذكر ، والفكر ، وإقامة الشعائر وإحياء الليالي { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26 .. أعانكم الله وشكر مسعاكم ، وثبت على طريق الخير أقدامكم. كما لا ننسى في هذه المناسبة العظيمة ، أن ندعو لبلادنا بالأمن والأمان ، وبالراحة والاستقرار والرخاء والازدهار ، وأن يعجل لنا بالفرج القريب ، وأن يديم خيرات بلادنا ويبارك لنا فيها ، وأن يولِّ علينا خيارنا ، وأن يبعد عنا الأشرار والفجار ، وأن يحفظنا من طوارق الليل والنهار ، إلا طارقٍ يطرق بخير ، اللهم تقبّل منا انك أنت السميع العليم و تب علينا انك أنت التّوّاب الرحيم ، اللهم فانزل علينا سكينة من عندك ، ووفقنا على العمل بما يرضيك - وافتح علينا مغاليق عقولنا حتى ندرك الحقيقة ، واملأ جوانبنا بنورك حتى نفنى في طاعتك ، وجنّبنا فتنة النفس ، وَأَسْبِغْ نعمةً من عندك علينا ، ونسألك خفايا لُطفك وعوائد إحسانك ، والقناعة برزقك ، والاقبال على ما أمرت ، ونسألك اللهم أن تبارك في هذا المسجد ، ومن أنفق عليه ، ومن ساهم في إنشائه ، واجعل هذا العمل صدقة جارية عليهم ، خالصا مخلصا لوجهك الكريم ، إنك سميع قريب مجيب الدعاء ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،          والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات

نعتز بديننا وبتراثنا وأصالتنا

المتابعون