جديد المدونة

عيد الأضحى وخطبة الوداع


عيد الأضحى وخطبة الوداع

 الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ،،  الله أكبر ما كبَّر مُكبرٍ واستغفر، الله أكبر ما صلى مُصَلٍ الْعِيدَ واستبشر ، الله أكبر ما ضحى المسلمون الأضاحي في أيام عيدهم فعمّت رحمة الله الكبيرَ منهم والأصْغر ، الله أكبر ما برَّ بارٌّ والديْهِ فنالَ الرِّضَا والسُّرورَ الْأَوْفَر ، الله أكبر ما تصافينا وتسامحنا ووحدنا صفَّ بلادنا ، فأحبَّنا الله البارئُ الْمُصَوِّر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله العظيم بكرةً وأصيلا ..

الحَمْدُ للهِ الذِي بِنعَمِه تَتِمُّ الصَّالِحاتُ، وبِاللجُوءِ إِليهِ تُدْرَكُ الحَاجَاتُ، وبِفَضْلِهِ تَتنَزَّلُ الخَيراتُ وتَتَضَاعَفُ البَركَاتُ، وبِتَوفِيقهِ تَتحقَّقُ الأَهدافُ والغَاياتُ، وأَشهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لهُ، سُبحانَهُ يُبدِئُ ويُعيدُ، ويَفْعلُ ما يَشاءُ ويُريدُ، نَشْكُرهُ عَلَى أَنْ فَسَحَ لنَا فِي الأَجَلِ ، لنَذْكُرَهُ فِي هَذا اليَومِ المبارك السَّعيدِ، وأَشهدُ أَنَّ سيِّدَنا ونبينا مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولهُ، خَيرُ عَابدٍ وذَاكرٍ ونَاسك، هَدَى البَشَريَّةَ إِلى الرُّشدِ وعَلَّمَ النَّاسَ المَناسِك، وحَجَّ واعتَمر، وانتَهى عمَّا نهَى اللهُ والتَزمَ بمَا أَمَر، صَلى الله وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَيهِ، وعَلَى آلهِ وأَصحَابِهِ الغُرِّ المَيامِين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإِحسَانٍ إِلى يَومِ الدِّينِ .. أما بعد فيا عباد الله ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله الكريم ، تقوىً ننال بها بإذن الله مكانا مرضياً قال تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }القمر54. 55 . الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .

حضرات المسلمين : ها نحن نعيش في صباح يوم عيد الأضحى المبارك، أتقدم لكم جميعا بأسمى التهاني القلبية الصادقة ، واسأل الله تعالى أن يمن علينا جميعا بالخير والأمن والأمان والراحة والاطمئنان ، هذا اليوم هو يوم تهليل وتكبير وتحميد، يوم يتواصل فيه الأرحام، ويتبدل الخصام إخاءً بين المسلمين ، نلتقي في العيد ، لنتصافح ونتسامح ، ونهنئ أنفسنا بالعيد ، وندعو لبعضنا البعض بالمغفرة والرحمة ، والقبول والرضوان من الله جل وعلا ، فيصطلح المتخاصم مع المتخاصم ، والمتقاطع مع المتقاطع ، لتتحقق فيما بيننا معاني العيد ، قال عليه الصلاة والسلام: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطَعَ » أي قاطع رحم ، رواه البخاري .  قال ابن حجَرٍ رحمه الله : القاطعُ للرّحم منقطِعٌ مِن رحمة الله.. فلنتواصل يا عباد الله ، حتى لا تنقطع عنا رحمة الله ، ويشعر الجميع بطعم العيد وبركاته ، وما العيد إلا تواصلاً وتراحماً وتعاطفاً ، واستدرارا لرحمة الله وعفوه، ومغفرته ورضوانه . الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر. 

عباد الله : في عيد الأضحى المبارك ، نستذكر قصة سيدنا إبراهيم مع ولده اسماعيل ،  فلقد امتثلا لطاعةِ الله جل وعلا ، عندما أمره الله تعالى بذبح ولده ، فما تردد ولا ارتاب ، ولم تعترض الأمُّ وَلَا الابن على أمر الله ، وبعد هذا الامتحان الصعب العسير، جاءت النتيجة المباركة ، وهي النجاح والامتثال في تصديق الرؤيا ، والفداءِ بالذِبْح العظيم { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } . الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا ولله الحمد كثيرا وسبحان الله بكرةً وأصيلا

عباد الله : ونحن في هذا العيد المبارك ، نستذكر وإياكم خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ، ففي صحيح البخاري  عَنْ أَبِى بَكْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ خَطَبَنَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ النَّحْرِ ، قَالَ « أَتَدْرُونَ أَىُّ يَوْمٍ هَذَا » . قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ . قَالَ « أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ » . قُلْنَا بَلَى . قَالَ « أَىُّ شَهْرٍ هَذَا » . قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ . فَقَالَ « أَلَيْسَ ذُو الْحَجَّةِ » . قُلْنَا بَلَى . قَالَ « أَىُّ بَلَدٍ هَذَا » . قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ . قَالَ « أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ » . قُلْنَا بَلَى . قَالَ « فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا ، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ . أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ » . قَالُوا نَعَمْ . قَالَ « اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ، فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ » . فالحذر الحذر يا عباد الله من التساهل في حرمات الله ، والبعد  كل البعد عن الأقوال والأفعال والنيات التي تغضب الله عز وجل ، فلا عيد لمن يعتدى على أرواح الناس ويغتصب ممتلكاتهم ، ولا عيد لمن يظلم الناس ويروعهم ويفزعهم ويقلق راحتهم ، فَكلُّ هؤلاءِ وغيرهم من المفسدين ، ليس لهم عيد ، يقول سبحانه وتعالى{ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ، أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ }الشورى42 . فلنتق الله عباد الله ، ولنبعد أنفسنا عن كل ما يضر بالناس ، قولا كان أو فعلا ، ولنسعد بالعيد ، ولنكثر فيه من الطاعات ، والتواصل والتراحم والتزاور ، وأن لا نترك للشيطان سبيلا بأن يفرق القلوب ، ويوغر الصدور، ويثير الفتن فيما بيننا وبين أسرنا ، وأن نتناصح بالمعروف ، وأن نكون يدا واحدة ، في وجه كُلِّ من يريد الفُرْقَةَ والفتنة والفساد ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ، وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ، وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ، أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ ، إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71 . نسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل ، وأن يوفقنا للطاعات والإكثار من الأعمال الصالحات ، إنه سميع قريب مجيب الدعاء ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الحمد رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، القائل سبحانه { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }إبراهيم5 . وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله القائل عليه الصلاة والسلام  « مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ ، أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ» الترمذي. اللهم صل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد ، ما تعاقبت الأعياد ، واستبشرت بها العباد ، وعلى آله وصحبه إلى يوم التناد .

إخوتي في الله : إننا نحن هنا في بلادنا في هذا اليوم المبارك ، نقوم بذبح الأضاحي ، لنتزود بالتقوى التي قال الله عنها {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ، وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ ، كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ، وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }الحج37. فلنفرح بالعيد إخوة الإيمان : ولنتقرب إلى الله فيه بذبح الأضاحي  ، طيبةً بها نفوسنا ، نريد بها وجه الله والدار الآخرة ، لا تفاخرا ولا تعاليا ، وإنما طاعة وتقربا وتقوى لله تعالى ، في سنن الترمذي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ ، أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ ، إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا ، وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا ، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ ، قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ،، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا ». وعلينا أيها الأحباب : عندما نقوم بذبح أضاحينا ، أن لا نضع مخلفاتها على الأرصفة وفي الطرقات ، فيتكاثر عليها الذباب والحشرات فتتعفن ، فنؤذي بروائحها الناس ، فلا نُبَدِّلْ المغفرة بالإثم يوم العيد ..

عباد الله : ومن بركات العيد ، الإهداء والتصدق من الأضحية ، فلا ننسى إخوانا يعيشون معنا ، من العرب والمسلمين ، أن نتبادل معهم التهاني بالعيد ، وأن نطعمهم من الضحايا ، سواءً بالتصدق أو الإهداء ، فإن ذلك من معاني العيد الجميلة ، والأخوة الإيمانية ، وبها ننال الأجر العظيم والثواب الجزيل ، قال الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }الحجرات10 . ومن السنة يا عباد الله : التكبير عقب الصلوات أيام العيد ، ويبدأ التكبير من ظهر يوم العيد إلى فجر اليوم الرابع . فلنتق الله في هذا اليوم ، ولنحرص فيه على الفرح بطاعة ربنا ، ولنحذر من ارتكاب المنكرات في هذا اليوم العظيم ، ولا ننسى عباد الله ، مع فَرَحِنَا بهذا اليوم العظيم ، إخواننا المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ، فلندع الله لهم ، أن يفرج كربهم ، ويخفف عنهم ، وينصرهم على من بغى عليهم ، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين ، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ، كن لهم ناصرا ومعينا ومؤيدا وظهيرا ، اللهم أزل عن بلادنا الفتن والفساد والمفسدين ، وأزل الكرب والهمَّ عنا وعن بلادنا يا رب العالمين ، اللهم احقن الدماء وصن الأعراض في بلادنا وسائر بلاد المسلمين ، اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وبلادنا ، واجعلنا إخوانا متحابين متعاونين ، صالحين مصلحين ، آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر ، اللهم بارك لنا في أعيادنا وأرزاقنا ، وأعمارنا وأهلينا وبلادنا وسائر بلدان المسلمين ، اللهم اغفر لنا ولولدينا ولمشايخنا ولمن علمنا آيةً من كتاب الله ، ولمن أوصانا بالدعاء ولجميع المسلمين ، اللهم أعد علينا هذا العيد ، ونحن في أمنٍ وأمانٍ ، وسلمٍ ورخاءٍ واستقرار ، وبناءٍ وتشييدٍ وتعمير يارب العالمين ، اللهم رحمتك ومغفرتك لموتانا وموتى المسلمين ، والشفاء التام لمرضانا ومرضى المسلمين والعافية لمبتلانا ومبتلى المسلمين ، اللهم ألف بين قلوبنا، ووحد بين صفوفنا، واجمع كلمتنا على الحق والعدل والتقى والهدى يا رب العالمين . اللهم إنا نسألك المغفرة لآبائنا وأمهاتنا وأن ترزقنا وإياهم الجنة ، اللهم بارك في أبنائنا وبناتنا واجعلهم مرضيين يارب العالمين ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ، عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على عموم نعمه وفضله يزدكم ، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ، ويغفر الله لي ولكم ويرحم الله عبدا قال آمين . الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .. وكل العام وأنتم بخير ،،

 

ليست هناك تعليقات

نعتز بديننا وبتراثنا وأصالتنا

المتابعون