خطبة عيد الفطر
الله أكبر الله أكبر ما قالها قائلٌ إلا تطهَّر ، الله أكبر ماسبَّح بها مُسبِّحٌ إلا تَنَوَّر ، الله أكبر مالهج بها لسان صائمٍ إلا حصل على الجزاء الأوفر ، الله أكبر ما كبر بها المسلم في يوم عيد إلا نال المغفرة وهي مبتغاه في هذا العيد الأنْور ، الله أكبر ما صرخ بها مؤمنٌ في وجه كافرٍ إلاَّ قلبُه تفطر ، الله أكبر ماجاهد المسلمون من أجلا إعلائها إلا نالو العزَّ الأفخر ، الله أكبر ما عتززنا بها وهللنا إلا فُزْنَا بالرضا والشفاعة من صاحب الجبين الأزهر ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرةً وأصيلا .
سبحان من إذا ذكرناه ذكرنا ، سبحان من إذا تبنا إليه تاب علينا ، سبحان من إذا استغفرناه غفر لنا ، سبحان من إذا سجدنا إليه عفا عنا ، سبحان من إذا دعوناه أجاب دعاءنا ، سبحان من إذا توكلنا عليه حفظنا ووقانا ، سبحان من إذا رجوناه من أعماق قلوبنا استجاب رجاءنا ، سبحان الواحد الأحد، سبحان الفرد الصمد .. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر..
الحمد لله رب العالمين ، مِنَنَهُ لا تنتهي ، وعطاياه لا تَنْقَضِي ، ونعمه لا تُعَدُّ ولا تحصى ، مَنَّ علينا بنعمة عيد الفطر السعيد ، بعد أن كتب علينا صيام شهر رمضان ، لعلنا نَتَقِي ونَلْقَى منه المزيد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الواحد الأحد الفرد الصمد ، جعل الأعياد مناسبة للفرح والسرور ، وإظهاراً للتقوى والخير والنور ، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، والحوض والكوثر ، صلى الله عليه وسلم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المحشر . . الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا .
أحباب الله : في إشراقة هذا اليوم السعيد ، أهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك ، وأقول لكم ولكل مسلم ومسلمة ، في أرض الله الواسعة ، كل عام وأنتم بخير ، وأوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فإنها الربح والسعادة في الدنيا والآخرة ، ثم أستفتح بالذي هو خير ، يقول سبحانه تعالى { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }القمر55.54 . ويقول سبحانه { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ، وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ ، أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } يونس26. ثم نستبشر يا عباد الله ، في هذا العيد المبارك ، بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ، حيث قال « أُعْطِيَتْ أُمَّتِى فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسًا خِصَالٍ لَمْ يُعْطِهُنَّ نَبِيُّ قَبْلِي ، أَمَّا وَاحِدَةٌ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، نَظَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ ، وَمَنْ نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا ، وَأَمَّا الثَانِيَةُ فَإِنَّ خُلُوفَ أَفْوَاهِهِمْ حِينَ يُمْسُونَ ، أَطَيْبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَأَمَّا الثَالِثَةُ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُمُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ يَأمُرُ جَنَّتَهُ فَيَقُولُ لَهَا اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي أَوْشَكَ أَنْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ تَعَبِ الدُّنْيَا إِلَى دَارِي وَكَرَامَتِي ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ غَفَرَ اللهُ لَهُمْ جَمِيعًا ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِىَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ « لاَ وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ ».. فهنيئا يا إخوة الإسلام بمغفرة الله لنا ، وللمسلمين جميعا في هذا اليوم المبارك ، الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا .
حضرات المسلمين: إنَّ يومنا هذا يوم عيدٍ مبارك ، خرجنا إلى الساحات والمساجد نَؤُمُّهَا، بعد أن تهيئنا ولبسنا اللباس الجديد ، وتعطرنا بالعطر الجميل ، خرجنا إليها لنصلي فيها صلاة عيد الفطر المبارك ، وفي تجمعاتنا هذه، تتجلَّى بيننا الرابطة الإيمانية، رابطة الأخوة الإسلامية ، حيث نرى جميعا هذه الصفوف المتراصة ، يجلس فيها الآباء والأجداد، والأبناء والجيران ، والأصحاب والأحباب ، وعامة الناس . ربط بينهم الإيمان ، ووحد صفوفهم وقلوبهم الإسلام ، فكل واحد منا جاء من بيته يسعى لصلاة العيد ، يطلب رضا الله ومغفرته وثوابه !! لنفرح يا إخوة الإسلام بهذا العيد ، وهذا التجمع الإيماني الأخوي ، قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } الحجرات10. وعن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ».
الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا .
أخي المسلم : اشكر الله في هذا العيد ،على نعمة التوفيق للصيام ، واشكره على نعمة الرزق والعافية، ونعمه المختلفة المتكاثرة ، اشكروه على نعمة المحبة لله ، فجلوسنا في المساجد والساحات ، محبةً في الله ولله ، وجلوسنا في العيد مع ذوي الأرحام والأحباب ، والأصدقاء والوالدين ، من أجل الله ولله وفي الله ، وفي تبادل السلام والتهاني بالعيد ، ناتج عن تآلف القلوب وتقاربها . فلن تدخلوا الجنة إلا إذا تحاببتم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ».
فإذا كانت ياعباد الله : محبتنا وتجالسنا وتزاورنا، وتبادلنا الخيرات في الله وجبت محبته لنا، وفي ذلك قال عليه الصلاة والسلام « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَجَبَتْ مَحَبَّتِى لِلْمُتَحَابِّينَ فِىَّ ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِىَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِىَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِىَّ » . فلتكن بيننا هذه الخصال الحميدة يا إخوة الإسلام في العيد وغيره من الأيام . الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا .
أيها الناس: إن العيد السعيد ، لمن اتقى ربه وحسَّن خلقه مع الناس جميعا ، ولا عيد لمن فَسَدَ خُلُقُه ولم يصلحه ، فهذا سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، لم يكن - فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا ، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ « إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا » البخاري . وقال يحي بن معاذ { في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق } وفي هذا العيد ، ما أَحْسَنَنَا أن نتغلب على أنفسنا ونجاهدها ، خاصة إذا كان فيها شيئ على أحدٍ من المسلمين ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ ، حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ ». قَالُوا : مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ :« تُعْطِى مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ ». قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا لِى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ « أَنْ تُحَاسَبَ حِسَابًا يَسِيرًا وَيُدْخِلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ » ، فمن أراد الدرجات العلى ، فعليه أن يعمل بهن عن قناعةٍ ورضا .
يامن فرحت بالعيد ، لعل عندك فقراء أومساكين ، أشعرهم بالعيد ، وتفقد أحوالهم وزرهم وواسيهم . قال عليه الصلاة والسلام « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظَوَاهِرُهَا مِنْ بَوَاطِنِهَا ، وَبَوَاطِنُهَا مِنْ ظَوَاهِرُهَا أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُتَحَابِّيِنَ فِيهِ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيهِ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيهِ »..
ويامن فرحت بالعيد ، تَوَاضَعْ لله في العيد وغيره من الأيام ، فَهَنِّئْ هذا، وتبسم في وجه هذا ، وصافح ذاك ، وسلم على من لقيت ، ولا تحتقر أحدا من الناس ، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها { إنكم لَتَغْفُلُونَ ، أفضل العبادة التواضع } . ويامن فرحت بالعيد ، اجعل لأمتك نصيبا من دعائك ، ففيها من يفرح بالعيد ، وفيها من يواجه الاعتداء والمحتلين ، من الصهاينة وغيرهم من المستدمرين ، فادعُ لإخْوَانِكَ في العيد بالنصر ، والعزة والقوة والتَّمْكِين . فاللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين ، وَأَذِلَ الشرك والمشركين ، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان يارب العالمين .. الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..
الخطبة الثانية
الله أكبر الحمد لله رب العالمين ، نحمده على توفيقه إيانا، لامتثالنا لأمره بصيام شهر رمضان وقيام لياليه ، ونحمده على أن جعل لنا عيدا سعيدا، يمنحنا فيه الجوائز، وهي مغفرته ورضاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هدانا للإسلام ، وشرح صدورنا للإيمان ، وجعلنا من أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الأنام ، وأشهد أن هادينا وقائدنا ومرشدنا، سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، نبيِّ الإكرام والترحاب، والهدى والصَّواب، وعلى آله وصحبه بلا عدد ولا حساب ، ما خرَّ راكع وأناب .
أحباب الله : أوصيكم ونفسي في هذا اليوم وهذه الساعة المباركة، بتقوى الله ، تقوى تُوصِلُ مَنْ عَمِلَ من أجلها إلى إكرام المولى جلَّ وعلا، قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى، وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} .
حضرات المسلمين: من قلوبكم افرحوا بنعمة العيد وأيامه ، قال تعالى { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ } أدخلوا السرور على بيوتكم وذوي أرحامكم ، وعلى المسلمين أجمع ، فالجائزة لمن طلب رضا الله ، وسار على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِ الْفِطْرِ ، وَقَفَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ فَنَادَوْا : اُغْدُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ ، يَمُنُّ بِالْخَيْرِ ، ثُمَّ يُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ ، لَقَدْ أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فِقُمْتُمْ ، وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ ، وَأَطَعْتُمْ رَبَكُمْ ، فَاقْبُضُوا جَوَائِزَكُمْ . فَإِذَا صَلَّوْا نَادَى مُنَادٍ !! أَلَا إِنَّ رَبَكُمْ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ ، فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إَلَى رِحَالِكُمْ ، فَهْوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ فِي السَّمَاءِ يَوْمُ الْجَائِزَةِ » الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا .
معاشر المسلمين : بقي أن نذكر أخيرا في نهاية خطبة العيد ، أن لا تنسوا أنكم قد جئتم في هذا اليوم ، امتثالا لأمر الله ، وطلبا لمرضاته ومغفرته وإحسانه، ولن تنالوا هذه العطايا ، إلا بتصفية قلوبكم ، ونسيان خصوماتكم ، وتنقية الأجواء فيما بينكم ، واقتلاع الشحناء والبغضاء من قلوبكم ، اجعلوا قلوبكم بيضاء صافية نقية ، وازرعوها بالصفح والعفو والتسامح والمغفرة ، واجعلوا قلوبكم تتصافح وتتعانق قبل أن تتلامس أيديكم ، وسامحوا بعضكم البعض من قلوبكم ، فإن فعلتم ذلك فأبشروا بمغفرةٍ من الله ورحمة ورضوان . وهاهي الفرصة قد جاءتكم في العيد فاغتنموها، فربما لا تجدوها ، ولا تتاح لكم مرة أخرى . فالبدار البدار قبل فناء الأعمار ، ورحيلكم عن هذه الدار .
إِذَا هَبَتْ رِيَاحَكَ فَاغْتَنِمْهَا -- فَإِنَّ لِكُلِ خَافِقَةٍ سُكُونُ
وَلاَ تَغْفَلْ عَنِ الإِحْسَانِ فِيهَا -- فَلاَ تَدْرِي السُّكُونَ مَتَى يَكُونُ
فاتقوا الله إخوة الإسلام ، واسألوه أن يجعلنا ممن شملتهم في هذا الشهر والعيد، رحمته ومغفرته وعتقه إيانا من النار، اللهم إن عبادك خرجوا إلى هذا المكان، يرجون ثوابك وفضلك ، ويخافون عذابك ،اللهم حقق لنا ما نرجو ، وآمنا مما نخاف ،اللهم تقبل منا ، واغفر لنا وارحمنا ، اللهم انصرنا على عدونا ، واجمع كلمتنا على الحق ، ويسرنا لليسرى ، وجنبنا العسرى ، واغفر لنا في الآخرة والأولى إنك جواد كريم .اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان الذين يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا يا رب العالمين اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في فلسطين اللهم قو عزائمهم وخذ بأيديهم لنصرك المؤزر وارحم شهداءهم يا أرحم الراحمين اللهم دمر اليهود الغاصبين واشدد وطأتك عليهم وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم انصر إخواننا المستضعفين والمجاهدين في كل مكان اللهم سدد سهامهم وآراءهم يا قوي يا متين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين ، الذين شهدوا لك بالوحدانية ، ولنبيك بالرسالة ، وماتوا على ذلك ، اللهم اغفر لهم وارحمهم ، وعافهم واعف عنهم ، وأكرم نزلهم ، ووسع مدخلهم ، وأغسلهم بالماء والثلج والبرد ، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وجازهم بالحسنات إحسانا ، وبالسيئات عفواً وغفرانا ، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين ، وعند قيام الأشهاد من الآمنين ، وارحمنا اللهم إذا صرنا منهم ،اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة ألاَّ إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . اللهم كن معنا إذا وارانا الأهل والأحباب ، وصار مثوانا تحت الأرض بين الطوب والتراب ، اللهم اجعل القبور بعد فراق الدنيا من خير منازلنا ، وافسح بها ضيق ملاحدنا ، وثبت على الصراط أقدامنا، وارحم يوم العرض عليك ذل مقامنا ، اللهم جنبنا المعاصي والفتن وكوارث الزمن ،عن بلدنا هذا وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين ،اللهم عاملنا بإحسانك، ومن علينا بفضلك وامتنانك ،وتولنا برحمتك وغفرانك ،واجعلنا من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.اللهم أصلح لنا زوجاتنا، وأبنائنا وبناتنا، وارزقهم البر والتقوى ،والعفاف والصلاح والتقى ، وَمُنَ عليهم بالرضوان ،وبالرحمة والعفو والغفران ، وبارك فيهم يا رحيم يا رحمان ،اللهم تقبل منا الصلاة والصيام .واجعلنا ممن تقبلت منهم صيامهم في هذا الشهر الكريم واجعلنا من عتقائه يارب العالمين واجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر فأجزلت له المثوبة والأجر . اللهم إن كان في سابق علمك أن تجمعنا في مثله فبارك لنا فيه ، وإن قضيت بقطع آجالنا وما يحول بيننا وبينه فأحسن خلافته على باقينا، وأوسع الرحمة على ماضينا، وعمنا جميعا برحمتك وغفرانك، واجعل الموعد بحبوحة جنتك ، اللهم يا سميع يا مجيب ياقريب ، نسألك أن تغفر لنا ولوالدينا، وأقاربنا وأحبابنا ومعلمينا ومشايخنا، ومن له حق علينا، وجميع المسلمين الحاضرين والغائبين، برحمتك يا ارحم الراحمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ... الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد .
وكل العام وأنتم بخير .
ليست هناك تعليقات