جديد المدونة

الأمل والفأل الحسن

اللهم صل وسلم وبرك على سيدنا محمد مفتاح بصيرتي وعلى آله وصحبه وسلم

الأمل والفأل الحسن

الحمدُ للهِ الذي خلقَ كلَّ شيءٍ فقدَّرَه تقديراً ، وجعلَ الليلَ والنهَّارَ خِلْفَةً لِمَنْ أرادَ أنْ يذَّكَّرَ أوْ أرادَ شُكوراً، أحمَدُهُ سبحانَه وتعالَى وأشكره ، شكرا وحمداً مباركا كثيراً، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إلاَّ الله ُوحدَهُ لا شريكَ له ، وعَدَ المتقينَ جنَّةً وحريراً، وتوعَّدَ الفاجرينَ ناراً وسعيراً، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ إلى الناسِ كافةً بشيراً ونذيراً ، وداعِياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسِراجاً منيراً، صلَّى اللهُ وسلم وبارك عليهِ ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليماً كثيراً. أمَّا بعدُ: فأوصِيكُم عباد الله ونفسِي بتقْوَى اللهِ تعالَى، فإنَّها سببٌ لِتحقيقِ المرغوبِ ، واندفاعِ المرهوبِ، وبَسْطِ الأرزاقِ ودخُولِ جنَّةِ الكريمِ الرزَّاقِ:{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ،وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} الطلاق.

أيهُّا المسلمونَ: لَقدْ جعلَ اللهُ تعالَى الحياةَ الدنيا كثيرةَ التقلُّبِ ،لا تستقيمُ لأَحدٍ علَى حالٍ ، ولا تَصْفُو لمخلوقٍ مِنَ الكَدَرِ، فَفِيها خيرٌ وشرٌّ، وصلاحٌ وفسادٌ، وسُرورٌ وحُزْنٌ، وأملٌ ويأْسٌ .. ويأتِي الأمَلُ والتَفَاؤُلُ، كشُعاعَيْنِ يُضِيئانِ دياجِيرَ الظلامِ، وَيَشُقَّانِ دُروبَ الحياةِ للأنامِ، ويَبْعَثان في النَّفْسِ البشريَّةِ الجِدَّ والمثُابَرةَ، ويلقِّنانِها الجَلَدَ والمصُابَرَةَ، فإنَّ الذي يُغْرِي التاجرَ بالأسفارِ والمخاطرةِ: أَمَلُهُ في الأرباحِ، والذي يَبْعثُ الطالبَ إلى الجدِّ والمثُابرةِ: أملُهُ في النجاحِ، والذي يحفِّزُ الجنديَّ إلى الاستبسالِ في أرضِ المعركةِ ، أملُهُ في النصرِ، والذي يُحبِّبُ إلى المريضِ الدواءَ المُرَّ : أملُهُ في الشِّفاءِ والطُّهْرِ، والذي يدعو المؤمنَ أنْ يُخالِفَ هَواهُ ويُطيعَ مَوْلاهُ: أملُه في الفوزِ بجنَّتِهِ ورِضاهُ، فهوَ يُلاقِي شدائِدَها بقلبٍ مُطْمَئِنٍ، ووجْهٍ مُسْتبشرٍ، وثَغْرٍ باسمٍ، وأمَلٍ عَريضٍ، فإذا حارَبَ كانَ واثِقًا بالنصرِ، وإذا أعْسَرَ، لم يَنقطِعْ أملُهُ في تبدُّلِ العُسْرِ إلى يُسْرٍ، وإذا اقترفَ ذنبًا لم ييأسْ مِنْ رحمةِ اللهِ ومغفرَتِهِ ، تَعلُّقاً وأملاً بقولِ اللهِ تعالىَ: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ ، لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر:53.. ولقَدْ كانَ رسولُنا صلى الله عليه وسلم ، يُعْجِبُهُ الفأْلُ ،لأنَّه حُسْنُ ظَنٍّ باللهِ سبحانه وتعالى، فقَدْ أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « لاَ عَدْوَى ، وَلاَ طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ » . قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ يا رسول الله قَالَ « كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ » . فبالأملِ يذوقُ الإنسانُ طَعْمَ السعادَةِ، وبالتفاؤُلِ يُحِسُّ بِبَهْجَةِ الحياةِ.

أُعَلِّلُ النَّفْسَ بالآمالِ أَرْقُـبُها  -----   ما أضْيَقَ العَيْشَ لَوْلا فُسْحَةُ الأمَلِ

عبادَ اللهِ: إنَّ حقيقةَ الأملِ ، لا تأتِي مِنْ فَراغٍ ، كما أنَّ التفاؤلَ لا يَنْشَأُ مِنْ عَدَمٍ، ولكنَّهُما وَلِيدا الإيمانِ العميقِ باللهِ تعالَى، والمعرفَةِ بِسُنَنِهِ ونوامِيسِهِ في الكونِ والحياةِ، فهوَ سبحانَه الذي يصرِّفُ الأمورَ كيفَ يشاءُ بعلمِهِ وحكمتِهِ، ويُسَيِّرُها بإرادَتِهِ ومشيئَتِهِ، فيُبَدِّلُ مِنْ بعدِ الخَوْفِ أمْنًا، ومِنْ بعدِ العُسْرِ يُسْراً، ويجعلُ مِنْ كلِّ ضيقٍ فرَجاً ، ومِنْ كلِّ هَمِّ مَخْرجاً ، ولِهذا كانَ المؤمنُ على خَيْرٍ في كلِّ الأحوالِ، كما ثبَتَ في صحيح مسلم ،عَنْ صُهَيْبِ بنِ سِنانٍ رضي الله عنه قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ». فشَتاَّنَ ما بَيْنَ حالِ المؤمنِ المتفائلِ، والفاجِرِ المتشائِمِ ، الذي لا يَرَى في الوجودِ إلاَّ الظلامَ والتعَّاسَةَ والشَّقاءَ .. وجَديرٌ أنْ يَلِدَ الإيمانُ الأملَ، وأنْ تُثْمِرَ شجَرةُ اليقينِ التفاؤلَ، وأنْ يكونَ المؤمنُ أوْسَعَ الناسِ أملاً ، وأكثرَهُمْ تفاؤلاً واستبشارًا، فهَذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، الذي أرسلَهُ اللهُ بشيرًا ونذيرًا ، مكَثَ في مكةَ ثلاثةَ عشرَ عامًا يدعوُ إلى الإسلامِ ، فجابَهَ طواغيتُ الشِّرْكِ وعُبَّادُ الأوثانِ دعوتَهُ بالاستهزاءِ، وآياتِ ربِّهِ بالسُّخْريةِ والعِداءِ، وأصحابَهُ بالأذَى والضرَّاءِ، غَيْرَ أنَّه لَمْ يَضْعُفْ عَنْ مبدَئِهِ ولَمْ يستَكِنْ، ولَمْ يَنْطَفِىءْ في صدرِهِ أملُ الغلَبَةِ والظَّفَرِ، وحينَ اشتدَّ عليهِ وعلَى صاحِبهِ الطَّلَبُ أيامَ الهِجْرةِ ، إِلى حَدِّ أنْ وقَفَ المشركونَ فوقَ رؤوسِهِما وهما في الغار ، وعليه الصلاة والسلام يقولُ لأبي بكرٍ رضي الله عنه ، بِلُغَةِ الواثِقِ بربِّهِ سبحانه وتعالى: « مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا » رواه البخاري ومسلم . وجاء القرآن يصور هذه الواقعة فقال تعالى {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ، إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ، إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}التوبة40

وهَذا إبراهيمُ عليهِ السلامُ ، قَدْ صارَ شَيْخاً كبيراً ولَمْ يُرْزَقْ بَعْدُ بِوَلَدٍ ، فيدفَعُهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بربِّهِ أنْ يَدْعُوَهُ: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} الصافات:100.{ فاستجابَ له ربُّهُ ووَهَبَ لهُ إسماعيلَ وإسحاقَ عليهما السلامُ .. ونبيُّ اللهِ يعقوبُ عليهِ السلامُ ، فَقَدَ ابنَهُ يوسفَ عليهِ السلامُ- ثُمَّ أخاه ، ولكنَّه لم يتسرَّبْ إلى قلبِهِ اليأسُ ، ولا سَرَى في عُروقِهِ القُنوطُ، بَلْ أمَّلَ ورَجا وقالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً، إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} يوسف:83. وما أجَملَهُ مِنْ أَمَلٍ تُعَزِّزُهُ الثِّقَةُ باللهِ سبحانه وتعالى حينَ قالَ: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ ، وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ ، إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} يوسف:87 .. وأيوبُ عليهِ السلامُ- ابتلاهُ ربُّه بِذَهابِ المالِ والوَلَدِ والعافِيَةِ، ثُمَّ ماذا ؟ قالَ اللهُ تعالىَ: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسّــَنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَـفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ، وَآتَيْنَاهُ أَهْلَــهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَــةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكـْرَى لِلْعَابِدِينَ} الأنبياء: 83-84.. فإلى كل من ظن أن الدنيا أظلمت في وجهه ، وإلى كل من تتابعت عليه المصائب ، وإلى كل من ابتلي بحبيب أو قريب أو خسارة أو عداوة منافق أو حسد حاسد ، نقول تفاءلوا ، فالأمر أمر الله ، والصبر خير وسيلة لِتُحْمَدُوا العاقبة ، وحذار حذار من الاستعجال للنتائج ، واليأس من نصر الله ، فكلُّ شدةٍ يَعْقُبُهَا رخاء ، ومن الظلماء ينبعث النور، وإن مع العسر يسرا ، وإذا ضاقت واستحكمت حلقاتها جاء الفرج سريعاً .

ضَاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا ------  فُرِجَتْ وَكُنْتُ أَظُنُّهَا لاَتُفْرَجِ

وصدق الله العظيم إذ يقول:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إِنَّ اللهَ بَالِغٌ أَمْرَهُ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِ شيْءٍ قَدْرًا} . بارَكَ اللهُ لي ولكُمْ في القرآنِ العظيمِ، ونفعَنِي وإيَّاكمْ بما فيهِ مِنَ الآياتِ والذِّكْرِ الحكيمِ، أقولُ ما تسمعونَ وأستغفرُ اللهَ العليَّ العظيمَ لي ولكم ، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروهُ إنَّه هوَ الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانيــــة

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الهادي الشفيع وعلى آله وصحبه وسلم

الحمدُ للهِ ربِّ العالمَينَ، الذي أرسلَ رسلاً مُبشِّرينَ وُمْنذرينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ له، الملِكُ الحقُّ المبينُ، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ؛ أوسعُ الناس أملاً وأصدقُهمْ تفاؤلاً وهوَ الصادِقُ الأمينُ، صلَّى اللهُ وسلم وبارك عليهِ وعلَى آلهِ وصحبِهِ والتابعينَ، ومَنْ تَبِعَهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ . أما بعد !!

إخوة الإيمان والإسلام: إنَّ الذينَ يُحْسِنونَ صِناعَةَ الحياةِ ، ويُتْقِنونَ صِياغَةَ التارِيخِ ، ويَبْنونَ أُسُسَ الحضارةِ ، هُمْ أكثرُ الناسِ أملاً وتفاؤلاً، وأقلُّهمْ يأساً وتشاؤماً، وإنَّ المتشائمينَ لا يصنعونَ حضارةً، ولا يَبْنونَ وطناً، ولا يَنْصرونَ دِيناً، ولا يُعَمِّرونَ دُنْيا. فكونوا – أيُّها الإخْوَة – مِنْ أهلِ الأملِ والتفاؤلِ ، وإيَّاكمْ واليأسَ وأهلَهُ، فإنَّه يُطْفِئُ جَذْوَةَ الأملِ في النفوسِ، ويقطَعُ خُيوطَ الرجاءِ مِنَ القلوبِ، وهوَ الذي يقتلُ بواعِثَ الجِدِّ والعمَلِ، ويُسْلِمُ أصحابَهُ للسآمَةِ والملَلِ، وليسَ اليأسُ والقنوطُ مِنْ صِفاتِ المؤمنينَ. قالَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضي الله عنه: « أكبرُ الكبائِرِ: الإشراكُ باللهِ ، والأمنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ ، والقنوطُ مِنْ رحمةِ اللهِ ، واليأسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ » أَلا وإنَّ الحياةَ قصيرةٌ ، فلا تُقَصِّروها بالهمومِ والأحزانِ، ولا تَحْمِلُوا الأرضَ فوقَ رؤوسِكُمْ ، وقَدْ جعلَها اللهُ تحتَ أقدامِكُمْ، ولا تَلْعَنوا الظلامَ ولا تَذْرِفوا له دموعاً، بَلْ أوْقِدوا لتبديدِهِ أضواءً وشموعاً، ولا تُنَغِّصوا عَيْشَكم بكَدَرِ الحياةِ، فإنَّها هَكَذا خُلِقَتْ ،لا تَصْفو لأحدٍ مِنَ الكَدَرِ، ولولا أنَّها دارُ ابتلاءٍ واختبارٍ، لمْ تكنْ فِيها الأمراضُ والأكْدارُ، ولم يَضِقِ العيشُ فِيها على الأنبياءِ والأخيارِ. واعلَموا أنَّ بَسْمَةَ الحياةِ ولذَّتَها ، مِنْ نَصيبِ أربابِ الأملِ وأصحابِ التفاؤلِ، ورُبَّ مِحْنَةٍ تَلِدُ مِنْحَةً، وربَّ نورٍ يَشِعُّ مِنْ كَبِدِ الظَّلامِ، فإنَّ النصرَ معَ الصبرِ، وإنَّ الفرجَ معَ الكربِ، وإنَّ معَ العُسْرِ يُسْراً، فأبشِروا وأمِّلُوا ، فما بعدَ دياجِيرِ الظلامِ ، إلاَّ فَلَقُ الصبْحِ المشرِقِ. نسأل الله تعالى بمنه وكرمه ، أن يجعلنا من المتفائلين المستبشرين ، ومن الناظرين لمستقبلنا ومستقبل بلادنا دائما بالخير والأمل والتفاؤل ، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا واجتماعنا ، وأن يزيدنا من الإيمان والهدى ، والصلاح والتقوى ، وأن يرزقنا الوداد والمحبة فيما بيننا ، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوء أو مكروه ، أو فتنة أو فساد ، فاجعل تدبيره تدميره ، ورد كيده ومكره وفتنته في نحره يا رب العالمين ، ومن أراد لبلادنا الخير والأمن والأمان ، والتقدم والازدهار ، فأعنه واحفظه بحفظك واكلأه بعنايتك ورعايتك ، فأنت خير الحافظين ، اللهم أعن أصحاب المسئوليات من الوطنيين الخيرين ، على مسئولياتهم ومهامهم ، واجعلهم حريصين على مصلحة ليبيا وشعبها ، وتقدمها وازدهارها ، والسيرِ بها نحو الأفضل والأحسن دائما يارب العالمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين ، اللهم أصلح أحوالنا ، وبلغنا مما يرضيك آمالنا ، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا ، وبالسعادة آجالنا ، وتوفنا وأنت راض عنا يا كريم ، اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، واغفر اللهم لنا ولولدينا ولمشايخنا ، ولأبنائنا وبناتنا وأصدقائنا ، ولجميع المسلمين يا رب العالمين ، واغفر اللهم لمن أسس وأوقف على هذا المسجد ، ولمن يقوم على خدمته يا أرحم الراحمين ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ، وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا ، رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ، عباد الله : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ،، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ،، ويغفر الله لي ولكم وأقم الصلاة ..

ليست هناك تعليقات

نعتز بديننا وبتراثنا وأصالتنا

المتابعون