التحذير من دعاة الفتنة
التحذير من دعاة الفتنة
الحمد لله مُنْزِلِ الكتاب، ومغيِّر الأحوال، وكاشف البلاء والأهوال، بيده ملكوتُ كُلِّ شيءٍ وإليه المرجع والمآل، قضى سبحانه وتعالى وهو العليم الحكيم ، أن لاَّ يُغيِّر نعمةً أو يُحِلَّ نقمةً على قومٍ إلا وفق أحوالهم، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} الرعد:11. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقبل من الأعمال ما خلصت به النية، ويُغيِّرُ الأحوالَ وفقَ توجه الناس إلى طلب الخير، واهتدائهم إلى سواء السبيل، وقد جعل ذلك سنة من سننه في الوجود {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}الأحزاب:62. ونشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبدهُ ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بعثهُ الله هاديًا ورسولاً ، وداعيًا إلى الله بإذنه وسـراجًا منيرًا، فغيَّر بهديه الكريم ، نفوسًا جـاحدة ، وقلوبًا قاسية، وعقولاً مُغْلَقَة، وغدَا صَحْبَـهُ الْكِرَامِ رضوان الله عليهم مناراتٍ للهدى ، وأعلامًا للتقى ، وأُسدًا في ميادين الوغى، أئمةً يُقتدى بهم ، ويُحتذى بهديهم، فصلاةُ الله وسلامه على الهادي البشير، وعلى آله الطَّيبين الطاهرين ، وصحابته الغُرِّ الميامين، ومن اتَّبع سبيلهم وسار على هديهم إلى يوم الدين .. أمَّا بعد : فأوصيكم عبادَ الله ونفسي بتقوى الله عزّ وجل، فإنها نعمتِ الوصية، وأهلُها خير البريّة، من حقَّقها حقّق المراتبَ العليَّة ، والمطالب السنيّة، وسلِم من كلّ فتنة وبليّة، واستوى عنده في هذه الدّنيا تِبرُها وترابها ، وَعَذْبُهَا وَعَذَابُهَا { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } الحشر:18 .
إخوة الإسلام والإيمان : إن نعم الله علينا عديدةٌ لا تحصى ، كثيرةٌ لا تُسْتَقْصَى ، وإنَّ أجلَّ نعمِ الله تعالى ، نعمةَ هذا الدين ، دينِ الله الحنيفِ الَّذِي رضيه لنا ، دينًا كمَّله الله عز وجل ، وتمَّمَه في عقائده وعباداته ، وآدابه وأخلاقه ، فلله الحمد على هذه النعمة ، وعلى كلِّ نعمةٍ أنعم الله بها علينا ، في قديمٍ أو حديث ، أو سرٍ أو علن ، ونسأله جل وعلا أن يُوزِعَنَا شُكْرَ نِعَمِهِ ، وأن يثبتنا على دينه ، وأن يهدينا إليه صراطا مستقيما.
عباد الله : إن دين الله عز وجل ، دينٌ كامل في جميع أبوابه ، وفي جميع مجالاته ، دينٌ يدعوا إلى الرحمة والإحسان ، والعطف والبذل والعطاء ، دينٌ يدعوا إلى العدل والمساواة ، وإلى الوفاء بالعقود والعهود، والبعد عن الظلم والبغي ، دينٌ ارتضاه الله تبارك وتعالى لعباده ، يقول سبحانه وتعالى { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ، وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ، وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ ، وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ، وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً ، إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }النحل90،91 .
عباد الله : إن تعاليم هذا الدين وأُسُسَهُ العظيمة، وتوجيهاته الكريمة ، كلها دعوة إلى الإحسان والعدل ، دعوة للعطف والرحمة ، دعوة إلى الرفعة والكمال ، ليس في ديننا عنف ، أو ظلمٌ أو بغيٌ أو عدوان ، دينٌ ينبذ الفرقة والفتنة ، ويدعو إلى الاتحاد والألفة، واجتماع الكلمة ، يقول سبحانه وتعالى { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ، وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ، فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ، وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ، كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103.
عباد الله : إن ديننا الإسلامي الحنيف ، يدعوا للتثبت والتريث ، وعدم الاستعجال بالظنِّ السَّيِّئِ في الناس ، أو ترديد ما يشاع دون التأكد من صحته، يقول سبحانه وتعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ ، فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6 . فعليك أخي المسلم أن تحفظ لسانك إلا من خير ، فقل خيرا تغنم ، أو اسكت حتى تسلم ، فإن السلامة في السكوت ، واعلم أن الإنسان لا يغلب الشيطان إلا بالسكوت ، فكن حافظا للسانك ، حتى تكون في حرز من الشيطان ، ويستر الله عورتك ، يقول الشَّافعي رحمه الله:
لِسَانَكَ لاَ تَذْكُرْ بِهِ عَوْرَةَ امْرِئٍ ---- فَكُلُّكَ عَوْرَاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلْسُنُ
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تَظُنَنَّ بكلمةٍ خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا ، وَأَنْ تَجِدَ لها في الخير محملا . وقال بعض الصحابة: إذا رأيت قساوةً في قلبك ، ووهنا في بدنك ، وحرمانا في رزقك ، فاعلم أنك قد تكلمت بما لا يعنيك ،، فيا أيها المسلم ، يامن تدعوا إلى ما يثير الفتنة والفرقة فيما بين الناس ، وتردد الإشاعات في كل مكان ، وتحاول بشتى السبل ، أن تثير الفوضى ، وأن تفكك لحمة أبناء الوطن الواحد ، وتفعل ما يؤدي لزعزعة الأمن وعدم الاستقرار ، وما يشوه اللحمة الوطنية ، بالكذب والزور والبهتان ، اعلم أن الله جل وعلا قد ذمَّ الكذَّابين ولعنهم ، فقال عز من قائل { قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ }الذاريات10. يعنى لُعن الكذَّابون ، واعلم أن الجنة ليست مضمونةً في حقك،ففي مسند الإمام أحمد ،عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم- قَالَ « اضْمَنُوا لِى سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ، اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ ، وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ». ، كذلك يا من تسمع لهؤلاء ، حذار أن يؤثروا فيك ، أو أن تردد معهم ما يقولون ، فتكون ناقلاً لأخبار كاذبة وإشاعات مضللة ، لا يأتي من ورائها إلا الدمار والخراب ، والفتنة بين أبناء الوطن الواحد . وبذلك لا يهديك الله للحق ، يقول سبحانه{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ }غافر28. فنشر الأخبار الباطلة بين الناس، واتهامهم بالباطل ، وإثارة الكره والشحناء ، وإشعال نار الفتنة والبغضاء بينهم ، ولعنهم بالباطل ، يسوّد القلوب بالأحقاد والضغائن ، وربما ترجع اللعنة على صاحبها ، ففي سنن أبى داود عن أبى الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا ، صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا ، ثُمَّ تَهِبْطُ إِلَى الأَرْضِ ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا ، ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالاً ، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِى لُعِنَ ، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلاً ، وَإِلاَّ رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا ». وفي الصحيحين عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا – أي : ما يفكِّر فيها بأنَّها حرام - يَهْوِى بِهَا فِى النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ». فإياك إياك أيها المسلم ، أن تكون لك يدا أو قولا في فتنة تندم عليها طويلا ، فاحفظ لسانك عن الكلام ، إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة ، فإن السكوت سلامة ، والسلامة لا يعدلها شيءٌ . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ }الأنعام120 حفظنا الله جميعا من الذنوب والآثام ، وأبعدنا عن كل فتنة وكل قول يثيرُ الْفُرْقَةَ والعداوة بين الناس ، إنه سميعٌ قريبٌ مجيب الدعاء ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المصطفى، وخليله المرتضى، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه ، ومن بهداهم اهتدى، وسلم تسليماً كثيرا . أما بعد :
معاشر المسلمين: إن المسلم الكامل ، هو الذي سلم المسلمون من شروره وأذاه ، هو الذي يراقب الله ويجتنب مانهاه عنه ، ولا يكون سببا في أذيةِ أحدٍ من إخوانه المؤمنين ، ولا يقابله بما يكره ، ولا يُؤْذِي بجوارحه مخلوقا ، ولا يتفوه لإنسانٍ بسوء المقال، يعين على الحق وينكر على أهل الضلال ، لا يصاحب إلا أهل الفضل والأدب ، ولا يسعى بالفساد بين العباد ، هذا هو المسلم الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ » متفق عليه. ويقول سبحانه وتعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ، وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ، وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ، أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ ، إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71 . فتدبر هذه الآيةَ أخي المسلم ، فإن فيها فلاح في الدنيا ورحمة في الآخرة ،، جعلنا الله من المفلحين في الدنيا ، وشملنا برحمته وعفوه ومغفرته ، في الدنيا والآخرة ، كما نسأله سبحانه تعالى بمنه وكرمه ، أن يبعد عنا شر الفتَّانين والمخربين ، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا واجتماعنا ، وأن يزيدنا من الإيمان والهدى ، والصلاح والتقوى ، وأن يرزقنا الوداد والمحبة فيما بيننا ، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوء أو مكروه ، أو فتنة أو فساد أو عدوان أو ظلم ، فاجعل تدبيره تدميره ، ورد كيده ومكره وفتنته وعدوانه وظلمه في نحره يا رب العالمين ، ومن أراد لبلادنا الخير والأمن والأمان ، والرفعة والتقدم والازدهار ، فأعنه واحفظه بحفظك ، واكلأه بعنايتك ورعايتك ، فأنت خير الحافظين ، اللهم أعن أصحاب المسئوليات من الوطنيين الخيرين ، المحبين لبلادهم ، اللهم أعنهم على مسئولياتهم ومهامهم ، وبارك في أوقاتهم وأعمارهم ، واجعلهم حريصين على مصلحة ليبيا وشعبها ، وتقدمها وازدهارها ، والسيرِ بها نحو الأفضل والأحسن دائما يارب العالمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً ، سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين ، اللهم أصلح أحوالنا ، وبلغنا مما يرضيك آمالنا ، واختم ياربنا بالباقيات الصالحات أعمالنا ، وبالسعادة آجالنا ، وتوفنا وأنت راض عنا يا كريم ، اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، واغفر اللهم لنا ولولدينا ولمشايخنا ، ولأبنائنا وبناتنا وأصدقائنا وجيراننا وأحبابنا، ولجميع المسلمين يا رب العالمين ، واغفر اللهم لمن أسس وأوقف على هذا المسجد ، ولمن يقوم على خدمته يا أرحم الراحمين ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ، وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا ، رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ، عباد الله : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } ..
ليست هناك تعليقات