جديد المدونة

كلمة في التجمع


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ما غرد بلبلٌ وصدح ، وما اهتدى قلبٌ وانشرح , وما عمَّ فينا سرورٌ وفرح , الحمد لله ما ارتفع نورُ الحق وظهر، وما تراجعَ الباطل وتقهقر ، وما نبع ماءٌ وتفجر, وما طلع صبحٌ وأسفر. وصلاةً وسلاماً طيبين مباركين على النَّبي المُطهر، صاحبِ الوجه الأنور, والجبينِ الأزهر, والمقامِ الأطْهر ، الشَّافع المُشفَّعِ في المحشر ، صلى الله وسلم وبارك عليه ، عدد أوراق الشجر ، وعدد حبات المطر ، وعدد أنفاس البشر، وعلى آله وصحبه خير أهل ومعشر, صلاةً وسلاماً إلى يوم البعث والمحشر. أما بعد ،، ! أحييكم أيها الإخوة الكرام ، بأحلى تحية وأطيب سلام ، تحيةِ أهل الجنة الكرام  : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أيها الإخوة الحضور الكرام : نلتقي وإياكم اليوم تحت راية هذا التجمع ، لنؤكد أن جنوبنا الحبيب وحدة واحدة ، متماسكة مترابطة ، إخوةً متحابين في الله ، ممتثلين بذلك قولُ ربنا جلَّ وعلا { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }الحجرات10. وأمر نبينا عليه الصلاة والسلام «  وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا » مسلم.. ونحن إذ نلتقي بعدد من رجال مناطق الجنوب الليبي ، نؤكد هذه الأخوة وهذا التلاحم والتآلف ، والذي نتمنى أن يكون خالصا لوجه لله تعالى ، ونسعى من خلاله لرفعة ورقي بلادنا ، ولم شمل  بعضنا البعض ، لنكونَ يداً واحدة ، كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضُه بعضًا ،، فما أجملنا أن نكون إخوانا متحابين ، نتعاونُ على الخير، ونتعاونُ على البر والتقوى ، امتثالاً لقول ربنا جل وعلا { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى ، وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }المائدة2 .. نلتقي أيها الإخوة وقد جمعنا حبُّ بلادنا ، اجتمعنا وحضرنا من أجل ليبيا ، وحب ليبيا ، وبناء ليبيا جديدة ، ليبيا حرة أبية ، خاليةً من الفساد ، والظلم والاستبداد والاستعباد ، نلتقي لنقترب من بعضنا البعض ، نلتقي دون تكبُّرٍ أو استعلاء ، نلتقي محبة لله وفي الله ، نلتقي لنسأل عن أحوال بعضنا البعض ، ونزيل عن بعضنا ما يكربنا وما يحزننا ، فمن أصابته مسغبة ، بَذَلْنا له من أموالنا ، ومن حاقَ به ظُلم ظالم ، بادرنا إلى رفع الظلم عنه ، ومن ابتلي بمرض ، سعينا في مداواته وعلاجه ، وهكذا يجب أن نكون دائما ، نسعى في إزالةِ النوائبِ عن إخواننا أو تخفيفها ، نرجوا بذلك ما وعدنا الله به على لسان رسولنا عليه الصلاة والسلام ، الذي قَالَ « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ ، سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ » الترمذي . هذا هو ديننا ، وهذه هي تعاليمه وآدابه ، فلأننا مسلمين مؤمنين ، ونفتخر ونعتز بإسلامنا ، فإن الواجب يحتم علينا أن نحب الخير لبعضنا البعض ، أن نجتمع من أجل الخير للجميع دون استثناء ، فلا إيمان لنا إن لم نقم بذلك ، اسمعوا معي  لحديث حبيبنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام وهو يقول « وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ » النسائي. فليبارك الله اجتماعنا هذا ، بالتوفيق والتَّسديد والفلاح والنجاح ، وأن يوفقنا لما فيه خير العباد والبلاد ، سدد الله الخطى وبارك في الجهود ، وجمعنا دائما على الخير والمحبة والإخاء ، وحفظ الله بلادنا ليبيا ، وجعلها بلاد أمن وأمان ، وبارك في جهود المخلصين من أبنائها ، ورحم الله شهدائنا الأبرار ، وعجَّل بشفاء الجرحى والمرضى والمصابين ، وإعادة المفقودين إلى ديارهم سالمين ،، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...  
القيت بتاريخ 10 يناير 2012 م










ليست هناك تعليقات

نعتز بديننا وبتراثنا وأصالتنا

المتابعون