كلمة في حفل منطقة حجارة
هذه كلمة لجنة الحكماء بمنطقة حجارة القاها نيابة عنهم الدكتور صالح البغدادي :
بسم
الله الرحمن الرحيم
والصلاة
والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين قدوتنا في
الحق والعدل والصفح والتسامح وعلى آله وصحبه الذين ساروا على نهجه وأرسو قواعد
الدين القويم .
أما
بعد فإنني أرحب بكم جميعا أيها السيدات والسادة باسم كل من سخر جزءا من وقته لخدمة
وطنه من أبناء منطقة حجارة ، حرصا منه على تنميتها والنهوض بخدماتها، وخلق جوٍّ من
التآلف والتآزر بين أبنائها ، وأهنئكم ونفسي بهذه المناسبة العظيمة ، مناسبة
الذكرى الأولى لثورة السابع عشر من فبراير المجيدة ، التي حقق فيها أبناء الشعب
الليبي الانتصار على قوى الطغيان ، وقدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن . إننا في هذه
المناسبة نتوجه إلى الله العلي القدير أن يتقبل الشهداء ويسكنهم فسيح جنانه ، وأن
يعجل بشفاء الجرحى والمصابين ، ويطمئن أهل المفقودين .
أيها
السيدات والسادة الكرام : نحن إذ نحي هذه الذكرى المباركة نتذكر الأمانة التي
حمَّلنا بها الشهداء والمناضلون من أجل هذا الوطن ، بأن نحافظ على هذا المكسب
الغالي وهو الحرية ، وأن نقيم مجتمع دولة القانون الذي يتحقق فيه العدل والمساواة
وتصان فيه الحقوق .
إخوتنا
الأعزاء : علينا أن نستقبل مناخ الحرية الذي بدأنا نعيشه اليوم بفضل هذه الثورة
المباركة التي كسرت حصون الظلم والتسلط ، في تجاوز سلبيات الماضي ، وأن نعيش إخوة
متحابين متصالحين ، وأن نجعل من اختلافنا رحمة وتعارفا وأن نستحضر دائما قوله
تعالى{ وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } فلتكن التقوى
شعارنا ، وخدمة الوطن والمواطن ثمرةً من ثمار تعارفنا ، نتعارف جميعا لنبني بلادنا
ونحافظ على أمنها واستقرارها ، لننعم بخيراتها ، نريد نتيجة تعارفنا وتآزرنا
تعليما جيِّدا لأبنائنا ، نريد مرافق صحية متطورة ، نريد بنية تحتية متكاملة ،
نريد استغلالا جيدا لثرواتنا ، نريد جيشا وجهاز أمن قويين لتوفير الأمن والأمان .
أيها
السادة الأعزاء : لنجعل من هذا اليوم العظيم انطلاقتنا المباركة نحو العمل والبناء
والتعمير ، وهذا لايتم إلا بالتعاون والتعاضد ونبذ الفرقة ، والتعالي على صغائر
الأمور ، والبعد عن الأنانية ، وحب الذات ، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح
الخاصة ، وأن نكرس طاقاتنا في العمل الصالح الذي يعود نفعه على الجميع .
إننا
اليوم إخوتنا نمتلك فرصة نادرة في المشاركة في بناء الوطن ووضع الأسس السليمة التي
نسير عليها نحو المستقبل الزاهر ، وذلك بالمشاركة في انتخاب أعضاء المجلس الوطني ،
فرصتنا في اختيار أهل الكفاءات ، والقدرات الذين يضعون الدستور ويقودون المرحلة ،
ويؤسسون لدولتنا الديمقراطية التي يسودها القانون وتتحقق فيها العدالة والمساواة .
وفي
الختالم أيها السادة علينا أن نسموا فوق
جراحنا ، ونتصالح مع أنفسنا وننقيها من الأحقاد والضغائن ونتوحد لنهيئ لأبنائنا
المناخ الملائم لتنمية طاقاتهم وصقل مواهبهم وفتح الطريق أمامهم لخدمة وطنهم
وقيادة بلادهم نحو المستقبل وتحقيق الرفاه .
عاشت ليبيا حرة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور
صالح البغدادي
سبها
/ حجارة في 1/3/2012م
ليست هناك تعليقات